+ A
A -
يقول المؤلف الإنجليزي أوسكار وايلد: «لا يمكن لأن تكون الأسئلة غير حكيمة، لكن الإجابات نعم».. وهذا عكس ما يحدث في الواقع.. السؤال في عالمنا مُحاكم ومرصود.. مدان قبل أن يُصاغ.. يفترض بعض المعلمين والوعاظ والدعاة أنهم ينبوع متدفق، وأن ما على المتلقي إلا الغرف والشرب.. إن أي محاولة للسؤال ستعرض السائل لتوبيخ أو استهجان وتحقير.. رغم أن للسؤال فتنة، تفوق فتنة الأجوبة.. إنه دلالة واضحة على أنك حيّ، وموجود. الوجود الواعي وليس المنقطع على ما يهبه الآخرون من معارف.. أن تكون حيّاً هذا يعني أنك قادر على ابتكار طريقتك الخاصة في إدراك ما حولك. وهذا ما لم يعلموننا إياه في المدارس وحلقات الدرس والمنابر.. بل وحتى في العائلة.. الأطفال منبع الأسئلة، الطفل لا يمكنه أن يصنع المعارف العميقة إلا بالسؤال، الأسئلة العادية، اليومية.. أو تلك الأسئلة الشكية التي تلاحق التناقضات، أو تلك التي تنم عن شدة انتباه وملاحظة.. لكنهم يقتلون ذاك الانتباه الساحر، يغمرون فتنة السؤال بالتسفيه.
أقول للمعلم، للواعظ، للوالد: إذا طُرح عليك سؤالاً، ليس عيباً أن يتفوق التلميذ في استنباط الأسئلة، لا بأس أن يلاحظ ثغرة ما في الحل، في النظرية، في الشرح أو الفكرة.. قل له إنك لا تعرف، واذهب بدورك لتسأل.. ابحث عن الجواب وآت به.. أو ادفع بهم للبحث.. لا تقتلوا الأسئلة في مهدها، إنها نجاتنا من الرتابة، من نسخ العقول، من جحيم الجهل المركب.. إن الخوف من السؤال علامة لشيء ما، إما جهل، أو جرم. ولدفع انتباه السائل عن عيب ما، يسعون لتحقير عقلك، يجعلونك تعتقد أن غبياً أو متطاولاً على ماهو أكبر منك.. رغم أن السؤال كبير كفاية لحملك نحو الحقيقة.
للجميع: إن لم تعرف اسأل.. أن تهت في الطريق، رغبت بمساعدة، احترت في معضلة، إن صعب عليك الفهم، لاحظت تناقضاً ما.. اسأل.. لا تخش أي شيء، لا تخف أن يخبرك الجهلاء أنك جاهل.. يقول يانيس جوبلين: «المفكر يخلق عدداً من الأسئلة أكثر من الأجوبة».

بقلم : كوثر الأربش
copy short url   نسخ
22/09/2016
3188