+ A
A -
لا أعرف لماذا عند بداية كل عام دراسي جديد، أتذكر الدكتور كمال ناجي رحمه الله مدير وزارة التربية والتعليم الأسبق؟.. لقد ارتسمت في مخيلتي وربما في مخيلة الكثير من أبناء جيلي صورته خلف الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني أول وزير للمعارف وللتربية التعليم في دولة قطر ورائد الحركة التعليمية فيها، كلاهما يلبس البشت الأسود والنظارة السوداء، سواء في زيارة فصل أو مدرسة أو افتتاح مهرجان أو حفل تخرج.
كان كمال ناجي مكوك وزارة التربية والتعليم والمنفذ الأمين لتوجيهات الشيخ جاسم رحمهما الله جميعا، كما كانت وزارة التربية والتعليم في ذلك الوقت بالذات هي محور التنمية في البلاد، بعثات تذهب، وبعثات تتخرج.. أحب كمال ناجي قطر وأخلص لها وأحبته قطر وأهلها ولاتزال ذكراه عطرة عند جميع من التقيتهم عبر السنين منذ رحيله، لم نسمع عنه مثل ما سمعنا عن الكثيرين غيره من سوء استخدام للثقة، أو للمنصب، مثله مثل العديد من الإخوة العرب أيضا الذين وجدوا في قطر وطنا ثانيا، حتى أصبحوا مواطنين أوفياء لها ولشعبها، احتفظ بعلاقة جيدة مع جميع الأوساط الاجتماعية، كما كان يمتلك كفاءة إدارية عالية بشهادة الجميع، أخلص لعمله ولم يتجه إلى عمل آخر، حتى أنه بعد وفاته فوجئنا ببيته المتواضع جدا هو الذي كان يرتقى أعلى منصب في الوزارة بعد الوزير في فترة ما، دليلا على نزاهته وزهده وإيثاره للعمل على أي شيء مادي آخر، لايزال جيلنا يترحم على وقت كمال ناجي كلما شاهد التعقيدات المختلقة اليوم أو وقف أمام مسؤول متغطرس غطرسة المنصب حتى لا يكاد يرى المراجعين.. رأيته مرة في مكتب الملحق الثقافي في القاهرة يسأل عن كل شيء، عن الطلبة، عن أثاث المكتب، عن نادي الطلبة، عن الصعوبات التي يواجهونها، إنسان مندمج في عمله بإخلاص واجتهاد وهو ربما كان في إجازة في بلده الأول مصر، لكنه كان يشعر بأن قطر لها حق عليه تماما لأنها موطنه أيضا. رحم الله كمال ناجي ورحم الله إخلاصه وتفانيه، ووفق الله ذريته جميعا للعيش في رغد في بلدهم الحبيب قطر.

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
22/09/2016
9715