+ A
A -

هل انتهى الحب؟ لا.
هل انتهى الزواج. نعم.
الحب يمكن ان يبقى إلى آخر العمر، لكن الزواج- طالما انه في هذه الدنيا نصيب أيضا اسمه الطلاق- فلا!
شخصيا، لم اندهش وانجلينا جولي تقول لزوجها: باي.. باي.
اتخيلها اتخذت قرارها انطلاقا من حبها للرجل الذي عاشت معه أجمل أدوارها، وايامها.
انجلينا امرأة مفعمة بالإنسانية، ذات نوايا حسنة.. وتلك قصة شائعة، يقول بها الأطفال المأزومون في سوريا والعراق وغرب السودان، وفي مناطق أخرى من العالم. قصة تحكيها الصورة... والصورة أصدق انباء من كل المفردات، الجمل، الكتابات.
ماليس شائعا، أن انجلينا، امرأة شجاعة، تعرف متى تستل سيفها في مواجهة المصائر الصعبة، وليس هنالك من مواجهة أصعب من مواجهة السرطان.
في خريطتها العائلية، هذا الوحش، يظل دائما مكشرا عن انيابه، في الأبناء، والأحفاد.
تقول الفحوصات لأنجلينا: لقد كشر.. والمسألة مسألة وقت.
لم تخف. استلت سيفها: ( شالت) ثدييها الإثنين معا.. وشالت مبيضيها، وحلقت رأسها. كانت تبتسم وهى(تشيل) وتقول بانجليزية المثل العربي الذي التقته ذات نوايا حسنة، في العراق: «بيدي، لا بيد عمرو»!
تلك جسارة..
ولأن الحب جسارة، اتخذت قرارها: براد بيت ياحبيبي، لم أعد أصلح لك كزوجة. تبني الأطفال ليس كافيا. في قرارة كل الأشواق في روحك، حنين غامض إلى طفل.. اطفال، فيهم من ملامحك ملامح، ومن خيالك خيال، ومن قدرتك الفذة، قدرة على تلبس كافة الأدوار!
بُهت براد بيت- ومن الحب مايُبهت- هتف لا، مستحيل.. إنني أحبك!
قالت بكل العنفوان الذي فيها: براد.. أنا أعرف ذلك. أحسه. أعيشه.. قبل أن تردف، وفي كيانها كله مقاطع من قصيدة لنزار قباني، ترجمتها لها ذات نوايا حسنة، صبية سورية، في أحد مخيمات الفرار من فظائع الأسد: «الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطالُ.. لكنه الإبحارُ دون سفينة وشعارنا أن الوصول محالُ.. هو أن تظل على الأصابع رعشة، وعلى الشفاه المطبقات سؤالُ»!
ارتعشت أصابع براد بيت..
وكانت على شفاهه المطبقات سؤال.. أسئلة حرّى..
ظلت نظراته، تبحر -دون سفينة- في كل ماضيه.. كل حاضره.. كل مستقبله.. ووجه أنجلينا مد وجزر.. ولا ساحل يلوحُ.. لا مرسى.. لا فنار.. فقط زرقة الحب تمتدُ.. تمتدُ، تتداخل، تصير وزرقة الأفق، سيان!
ابحرت، أنجلينا.
لم تعد في أصبع يدها اليسرى تلك الدبلة.. آآآآه من تلك الدبلة.. ياااااه!
ابحرت، وفي اصبع قلبها- ذلك الذي هو قريب جدا من دقاته- الدبلة الأخرى: دبلة الحب.
كانت تدق..
وكانت دبلة براد بيت، في إصبع قلبه، هي رجعُ الصدى!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
22/09/2016
912