+ A
A -
على الرغم من عدم الارتياح المتبادل بين اوباما ونتانياهو، الا ان باراك كان سخيا مع إسرائيل في أيامه الاخيرة بالبيت الابيض بإقراره أضخم مساعدات عسكرية تقدمها اميركا للدولة العبرية، اذ تبلغ قيمتها 38 مليار دولار على عشر سنوات.
إسرائيل كانت تطمح في الحصول على 5 مليارات دولار كل عام على مدى 10 أعوام بدلاً من 3.8 مليار، ما يعني ان مفاوضات جرت بين الجانبين تم خلالها التوصل إلى القيمة النهائية لهذه المساعدات التي لم تقدمها بلاد العم سام لأي دولة من قبل، وبدون استثناء.
تفسيرات مختلفة لهذه المساعدات، ومنها انها استهدفت رفع اسهم هيلاري كلينتون بمواجهة ترامب باستمالة يهود اميركا، الذين وصفهم شارون ذات يوم بجلسة المجلس الوزاريّ- الأمنيّ الإسرائيلي المُصغّر «الكابينيت» بأنهم يسيطرون على أميركا
وايضا من هذه التفسيرات أنها عبارة عن «رشوة» لتمكين الإدارة الأميركية من تمرير سلسلة اتفاقيات سرية مع إيران مقابل الصمت الإسرائيلي.
ومنها كذلك ان إسرائيل أرادت هذه المساعدات لتطوير هائل في قبتها الحديدية واجراءتها الدفاعية، على نحو يجعل من أية صواريخ تطلق عليها من جيرانها، سوف تتساقط كما الذباب، ولذلك خصصت اميركا 33 مليارا من الـ «38» مليارا لهذا الهدف على وجه الخصوص.
اللافت في الأمر ان الخزانة الإسرائيلية قد اضيف لمدخولاتها بند لم يكن واردا من قبل، وهو عائدات النفط والغاز، والذي تساعدها واشنطن في تسويقه من خلال طلبها من صربيا واستونيا التوقف عن الاعتماد على النفط والغاز الروسيين وتنويع مصادرهما، لتكون إسرائيل أحد أقرب هذه المصادر، ما يعني ان إسرائيل لم تعد بحاجة إلى مساعدة بهذا الحجم، ما يعني ايضا ان واشنطن تنشد سرعة في توصل إسرائيل إلى دفاعات قوية لا تخترقها غابات الصواريخ في منطقة تحترق بصراعاتها.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
19/09/2016
875