+ A
A -
لقيت فرنسا والدول الغربية التي تعلن الحرب على الحجاب والملابس المحتشمة بشكل عام هزيمة ثقيلة في الاسبوع الماضي بعدما تمكنت مصممة الازياء الاندونيسية المسلمة انيسة حسبيوان لاول مرة في تاريخ اسبوع نيويورك للازياء الذي يعتبرالاهم على مستوى العالم من إقناع القائمين على الامر بتقديم مجموعة من ازياء الحجاب والاحتشام غطت في الاهتمام الاعلامي على كل المجموعات الاخرى مما اعاد الحديث عن الحجاب والاحتشام إلى واجهة الاهتمام العالمي في مجال الازياء في ظل الدعوة للعري والتعري التي تجتاح العالم منذ الحرب العالمية الثانية ، فالحرب التي اعلنتها فرنسا بقيادة رئيس حكومتها على الحجاب خلال اشهر الصيف الماضي وطرد النساء المسلمات المحجبات من على الشواطئ بل وإجبار بعضهن على خلع الحجاب بطريقة مهينة ومخالفة حتى للقانون الفرنسي ولحكم المحكمة العليا هناك لم تكن سوى حلقة من حلقات الحقد الصليبي الفرنسي على الحجاب والذي بدا قبل سنوات حينما منعته فرنسا في المدارس والمؤسسات الحكومية ، والحجاب ليس زيا إسلاميا بقدر ماهو زي فطري إنساني لازال سائدا حتى في كثير من المجتمعات التقليدية غير المسلمة ، والدليل على ذلك ان النساء في كثير من الكنائس الغربية والشرقية لا يدخلن الكنيسة حتى الآن إلا بلباس محتشم طويل وغطاء على الراس حتى لو كان منديلا صغيرا ، كما ان زي الراهبات لا يختلف كثيرا عن زي المسلمات المحجبات ولا يوجد دين او حتى ثقافة تقليدية طالبت المراة بتعرية نفسها ، كما ان المجتمعات الغربية بشكل عام لم تكن تسمح للمراة بارتداء الملابس القصيرة حتى الحرب العالمية الاولى ، وهذا واضح في كل المتاحف الغربية بل وفي كل الافلام التي تنتجها السينما العالمية حتى الآن حيث ترتدي المراة الغربية دائما الملابس الطويلة وفي كثير من الاحيان تغطي الجزء الاكبر من شعرها ، اما قصة التعري والملابس القصيرة فقد جاءت خلال وبعد الحرب العالمية الاولى على يد مصممة الازياء الشهيرة كوكو شانيل حيث كان الفقر وقلة المال في يد الناس بسبب الحرب دافعا لها لكي تقدم للفقيرات فكرة ان يشترين اقمشة اقل مما تحتاجه المراة لفستانها حتى تكون التكلفة اقل فظهرت الملابس القصيرة وكانت علامة على الفقر وقلة المال في البداية فلم تكن هناك امراة غنية او مستورة ترتدي الملابس القصيرة على الاطلاق ولعل دور الازياء ومصمميها وكذلك اللوبيات التي تتاجر بأجسام النساء هي التي لعبت الدور الرئيسي في دفع النساء للتعري وكان التعري هو الفضيلة بينما ستر المراة جسدها هو الرذيلة ومن ثم فإن الدعوة للاحتشام يجب ان تسود الآن دون ضغوط حتى تعم الفضيلة وتعود للمراة كرامتها ، وانا اتعجب من السفهاء الذين يضعون شروطا للحجاب ما انزل الله بها من سلطان ويريدون ان يضعوا البشرية في صناديق ضيقة مثل عقولهم ،فالله سبحانه حينما فرض الحجاب لم يحدد لونه ولا شكله ولا طوله ولا عرضه ولكن المهم هو الستر والحشمة وتغطية المفاتن ، اما التنطع والفذلكة فإنها ما انزل الله بها من سلطان ، ادعوا البشرية كلها للحشمة والفضيلة وبعدها سترتدي النساء الحجاب كما امر الله .

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
19/09/2016
82809