+ A
A -
هـل أتى أهـلي الذي نـلـقى اغـترابا
كيف يـمضي العـمرُ حزناً واكتـئابـا
كيـف صـار الماء مِـلـحاً بل أجاجـاً
كيف صار الروض سـبْخاً لا تـرابـا
مـنـذ بِـنـتـــم ليـلـنــا يـزداد حـزنـــاً
واضـطـرابـاً وبـكــاءاً وانـتـحــابـــا
ونخـال العـتـمَ دهـراً لـيس يـمـضي
هـل ضيـاء الفـجـر يرتـاع اقـتـرابا؟
هـل يخاف البـدر من عـتم الـلـيالي
ويهـاب الـنجـم أن يغـزو الضـبـابـا؟
شــوّقـونــا لاغـتـــراب وارتـحـــال
هـل أتـاكـم «تُـؤخـذ الدنـيــا غِـلابــا»؟
فِـيـــمَ تـبــقــــون بـــذل وحـصـــارٍ
هـاجـروا تـلـقـَـوا نـعـيـمـاً وثـوابـــا
لا تـخافـوا الـبـحـر إن الدرب أمْـنٌ
تُـفــتــحُ الأبــواب بـابــــاً ثـم بـابـــا
اهجروا أرضاً لقد صارت جـحـيماً
واقحَـمـوا تـلـقـَوا دُعـاءاً مسـتجـابـا
ولـقـينا في اغـتـراب بعـض عـيـش
بِـئْسـت الـدنـيــا طعـامــاً وشــرابــا
ويـمُـنــُّـون عـلـيـنـــا بعـضَ فـضْـلٍ
بـطـعــام أو بـأن نُـكـْـســى ثـيـابـــا
اصـبـِـروا إن غــداً أبـهـى وأحـلـى
واكسِـبوا الدنـيـا بـما فـيهـا اكتسـابـا
وتـركـنــا خـلـفـنــا أرضــاً جـنـانــاً
عـاث فـيـهـا العِـلـجُ خـلّاها يـبــابــا
وأفـقـنــــا مـن خـيــالات تـتـــالــت
ولـقـيـنـــا كل مـا قـالـــوا ســـرابــا
هـو ذلّ كـيـفـــمـــا كـانـــوا وكـنــّـا
وهْـو أن نحـني لمـن قـالـوا الرقـابـا
وهْـو غــاب تـحـكــمُ الآســادُ فـيــه
كـيـف لـلحِـمــلان أن تـلـقى الذئـابـا
هـذه لـيـسـت حـكــايـــات لـتُـــروى
أوتـخُـطـُّـوا من مـعـانـيـهـا كـتـابــا
هـل غـدونـا في الـمـقـالات حـروفـاً
أم يـصيـر الحـزن شـعـراً وخـطابـا
هـذه قـصــــة حــــزن وارتـحــــال
واغـتـراب جـعــل العـمـر خــرابــا
إن قـيـد الـخــوف أدمـانــا طـويــلاً
فحـطـَـمـنـا القـيـد أسـيـاداً غـضـابــا
لا يـعـيـش الـحـــرُّ ذلاً وهـــوانــــاً
يــقـحَـمُ الآفــاق لـو كـانـت حـرابــا
إن هــذا مـــا نـغــنــي الآن قـهـــراً
قـد نسـيـنـا الـمـيـجـنـا ثـم العَـتـابـــا
كم طعِمـنـا الـبحـرَ من زينِ شـبـابٍ
هـل سـينسى بحـرُ يـونـان الشـبـابـا؟
أحــلالٌ أن نُـقـضّي الـعـمـرَ قـهــراً
وبـلادي تـذبــح الـيـوم اغـتـصـابــا
أحـلالٌ أن تـصـيـرَ الـدار ســجـنــاً
ويـصيـر الـنـاس بَـهْـمــاً أو كـلابــا؟
أيـمــوت الـبـلـبــل الـصـدّاحُ قـهـراً
ويـلــذّ الـسـمـعُ بُــومــاً أو غــرابــا؟
لا نـبـيـع الأرض مـهـمـا كان بــذْلٌ
ولغـيـر الشـام لا نـرضى انـتـسـابـا
إن لـلأوطــــان حـقــّــاً في رقـــابٍ
وسـنجـزي كلّ من خانـوا الحسـابـا

بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
18/09/2016
1262