+ A
A -
العيون اللامعة.
في يقيني أنها، تلمع في كيانك، كله.
هذا اللمعان- في العيون- هو من لمعان الروح.. من لمعان الوجدان.. من لمعان الخيال.
العيون، مرآة الدواخل.
الدواخل تتكلم، والعيون الصوت.. وأحلى كلام الدواخل، هو هذا اللمعان.. هذا اللمعان الذي يأخذك كلك: أولك وآخرك.
يتخطفني- مثلك تماماً- اللمعان في العيون.
يتخطفني كلاماً.. همساً.. وسوسات، بوحاً.. يتخطفني مشياً.. يتخطفني تحليقاً، والقلب يرف رفيفاً بجناحين!
نثر الكتاب في العيون نثراً.. وسالت قرائح الذين يُجنح بهم الخيال إلى فوق.. ولاتزال العيون اتساعاً وضيقاً محبباً، سواداً مع شدة بياض.. ضحاكة، بسامة، أو حزينة يجانبها الفرح.. لاتزال تشغل من يكتب، ومن يشعر، ومن لا يستطيع الإفصاح.. ومن يعجزه التوصيف.. من يعجزه الكلام!
لا نزال، تشغلني العيون..
لكن أكثر ما يشغلنا، هذا الوميض.
إنه من وميض الروح.
أكثر ما يشغلنا، هذا اللمعان.
إنه من لمعان صفاء الوجدان.. إنه لمعان الصفو.
العيون الصافية، صفحة سما
السماء حين تصفو، تسفر عن أي خلجة من خلجات كواكبها، ونجومها، وأفلاكها.
في فلك العيون اللامعة، أدورُ.. وتدور أنت.. وتدور بنا الدنيا!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
18/09/2016
4209