+ A
A -
وصفت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون أنصار خصمها الجمهوري دونالد ترامب بأنهم «مجموعة من البائسين»، وقالت إنهم «عنصريون، ومنحازون ضد المرأة ويكرهون الأجانب والإسلام، وللأسف يوجد أشخاص مثل هؤلاء، وقد أبرزهم ترامب».
رسالة الكراهية التي نسمعها اليوم في معسكر ترامب، ليست من صياغته وحده، فهو يعبر عن تيار موجود بالفعل، وكان ينتظر رجلا يقوده فحسب، وحتى لو خسر المرشح الجمهوري في نهاية المطاف، فإن هذا التيار لن يتلاشى بإعلان النتائج.
لقد حاول ترامب، في تصريحاته الأخيرة، الالتزام بضبط النفس، ولكن فكرة «المرشح المسؤول» تتلاشى بسرعة لدى النظر إلى تفاصيل هذه التصريحات. خاصة ما يتعلق منها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غزا شبه جزيرة القرم ويخوض حرباً بالوكالة في أوكرانيا، ويعمل على تغيير التوازن العسكري في الشرق الأوسط، وهذه كلها مؤشرات تثير قلق المسؤولين الأميركيين، وقد سمعنا رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد يحذر من أن روسيا تحت حكم بوتين تشكل تهديداً وجودياً على الولايات المتحدة، ورغم ذلك، يقول ترامب إنه يعتقد أنه سيكون قادراً على التفاهم معه.
باختصار شديد فإن رؤية ترامب للسياسة الخارجية تتلخص في سرقة موارد الدول الأخرى وإقالة قادة الجيش الأميركي وتسييس أجهزة الاستخبارات وإنشاء صداقة مع زعيم روسي يحتمل أنه يدير حملة سرية لتقويض النظام السياسي الأميركي.
أمام هذا الوضع يبدو أننا في مواجهة سياسي من نوع مختلف ربما يقود إلى «تفكيك» الولايات المتحدة، على غرار تفكيك الاتحاد السوفياتي.. والذين يرفضون عقد مقارنة من هذا النوع عليهم فقط متابعة تسلسل الأحداث منذ مجيء غورباتشيوف إلى السلطة، وإذا ما حدث مثل هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة لن تعود كما نعرفها، إذ أنها تفتقد لما يسمى بـ«الدولة العميقة» التي سمحت للرئيس بوتين بالعودة إلى ما كان عليه الاتحاد السوفياتي سابقا، وهنا فإن الخطر الكبير سوف يهدد العالم بأسره، وليس هذه الدولة العظمى وحدها.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
15/09/2016
1326