+ A
A -
تبا لهذه التكنولوجيا الرقمية، اللاهثة.
هُم أطفالي، يلاحقونها بمنتهى البساطة والحيوية، وأنا.. لست بمستطيع أن ألاحقها، أو ألحق بهم!
تبا لها. تجعل بيني وبينهم، مسافة صمت، تطول باستمرار.
تبا لها. إنها توسع بيني وبينهم شقة التواصل الحميم. تجعلني غريبا عنهم. تجعلهم غرباء عني.
الغربة، لئيمة، ومتعبة.
أحسها الآن. أحس لؤمها في عقر داري.. وتحسها (أرملتي) بعد كم من الأيام أو الأسابيع أو الشهور أو السنوات، لست أدري. كيف لي أن أدري وأنا لا أملك رفع أنفاسي أو إنزالها.. والانفاس جميعا بيد خالق كل الأنفاس!
بلى. ستقتلني هذه التكنولوجيا العبيطة بدم بارد، وترمل زوجتي.. ولن تجد المسكينة حين تترمل من يتونس معها، ويؤانسها، من العيال، اولئك الذين هم في شغل عنها، يتواصلون بإبهاماتهم مع الأبعدين.. الأبعدين!
أنا من جيل، كتب عليه الاغتراب.
لن يعزيني أنني لست وحدي، وكل الذين هم في عمري- من شاكلة الزميل حاتم غانم- يعانون ما أعاني.
بالمناسبة، شكا غربته اللئيمة هو الآخر. قال: حتى الهواء، لم يعد يصافح روحي.. حتى سحاباتي لا تنقط مطرا.
آآآه يا حاتم، من كل هذا الاختناق..
آه يا صاحبي من كل هذا القحط!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
14/09/2016
775