+ A
A -
يحق لنا ان نقول كل عام وأنتم بخير وقد بلغنا عيداً آخر من أعياد الله التي تأتي بعد عشر تجلو النفوس، وتمنح الأرواح ألقاً جميلاً لمن اعطاها حقها، ولا اجمل من أعياد تأتي في صفوة الأرواح وسموها لأنها تلامسنا بلا رانٍ يحجز تلك الفرحة التي تتغشى القلوب مع كل تكبيرة في صباح العيد، صباح له ملف خاص من ذكريات تعبق برائحة العود، لونها بلون فساتين العيد الجديدة، وروحها ابتسامات الصغار النقية.
برغم ما يثقل كاهل الحياة اليوم من هموم، وشجون، وتعقيدات علينا ان نعيش العيد، ان ننفض عنا وجع الواقع المرير في أمتنا لساعات نسلم أنفسنا فيها للفرح، ونحلق بعيداً عن كل مشاهد البؤس، والمؤامرات الخبيثة، فقط كي نسترجع وهج الحياة الحقيقي في داخلنا، أن نعيد تذوق العيد كما كنا نتذوقه عندما كنا صغارا، حين كان كل شيء حولنا أقل تعقيداً، وأكثر نقاء. حين كان العيد بالنسبة لنا موسما لكل جديد، وحين كان الجديد لا يتوافر دائما كما هو الآن حد التخمة، وحد فقدان الصغار الفرح بما يشترون، ويمتلكون خلال ساعات قليلة، حيث تضيع حواسهم في الكثير، الكثير قبل أن يلمسوا عمق جمال وروعة ما يملكونه.
أتساءل أحياناً: هل يمكننا أن نمنح أطفالنا عيداً بنكهة أعيادنا السابقة؟ وهل سيحبونه كما أحببناه؟ ربما.
شكر خاص:
للمملكة العربية السعودية على جهودها الجبارة لتأمين، وتسهيل فريضة الحج لملايين المسلمين القادمين من شتى بقاع الأرض على اختلاف لغاتهم، وثقافاتهم كل هذه العقود لولا بعض الحوادث التي هي من قدر الله عز وجل، وإهمال بعض الحجاج، أو من اطراف مخربة دأبت على الإضرار بالمسلمين بمخططاتها، وأفعالها الخبيثة، وكلفت الأمة الكثير من الأوجاع، والآلام. بل وتركت في صدرها جروحاً نازفة لا نكاد نضمد واحدة حتى تتفتق أخرى، أطراف في عمقها لا تنتمي إلى الإسلام في شيء، بل احتسبت عليه.
ندعو الله أن يجيرنا وأمة الإسلام منها، وأن ينتهي حج هذا العام في يسر، وسلامة لكل الحجاج رغم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
13/09/2016
2514