+ A
A -
أحاول ما استطعت أن أفرح.
في غير هذا الزمان، كان الفرح يأتينا بكل ملامحه البسيطة، المحببة، الأخاذة.. يأتينا بمنتهى البساطة والإلفة.
ذلك كان زمان الإلفة والبساطة.. زمان الأمن، والتعايش، والتداخل الحميم.
أحاول.. وأحاول.. وتستحيل كل محاولاتي إلى نوع من العبث!
أنظرُ.. والمشهد كله حزين.. كله مخيف.. والرؤية لا تنبئ بالخير.
دم في كل مكان.. رعب في كل مكان.. فرار في كل مكان..
هاهو ذا العيد- إذن- يعود.. لا جديد فيه، ولا تجديد، في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وفي أماكن مسكونة بالرعب في آفريكا.. وأماكن مسكونة بالتوجس والتلفت والفزع في أوروبا، وآسيا.. وفي قارات أخرى.
حيث كان الدم، والخوف والرعب والتلفت والفرار، كان الحزن.. ولأن الحزن- كما الفرح يُعدي- أراني اليوم حزينا.. لكأنما لا عيد، ولا معيدين!
العيد، حالة شعورية.
حالة تنبجس من الداخل.. لكن كل الدواخل، في عالم اليوم، ينبجس منها الهم العظيم: هم يأخذ بأقطار النفس، والأفئدة والعقول، والخيال.
حالنا، في الداخل- في داخل أنفسنا- يغني عن السؤال
كل التهاني في هذا اليوم، أراها مضروبة.. لا حرارة فيها، ولا صدق، ولا يقين.
كل المهنئين، أراهم.. يحاولون خداعنا، ولا يخدعون- في النهاية- إلا انفسهم.
«كل سنة وأنت طيب»!
كيف أطيب- ياصاحبي- وفي هذا العالم، كل هذا القبح.. كل هذا الدم.. كل هذا الرعب.. كل هذا الفرار؟
أطرح الأسئلة المُرّة، بيني وبين نفسي، ولا أملك في النهاية، إلا أن أجاملك ياصاحبي: أرسم ابتسامة- أعرف أنها باهتة ومغشوشة ومراوغة- لأرد معايدتك: وأنت طيب.. وأنت على مليون خير!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
12/09/2016
1028