+ A
A -
غالبا ان أميركا على موعد مع ساكن جديد في البيت الابيض سيعيد بناء الجيش الأميركي، استنادا إلى مستجدات الحروب، وطبيعة الأزمات، وأنماط الصراعات في عالم اليوم، على العكس من الرئيس أوباما، الذي سحب جيش بلاده من معظم المناطق الساخنة، وقرر ان يحارب بجيوش الآخرين، محققا بذلك معطيين، اولهما: تقليل عدد الضحايا في الجيش الأميركي «النعوش العائدة»، بعد كوارث تلقاها في افغانستان والعراق وغيرهما، وثانيهما: تنشيط تجارة السلاح الأميركي لتعويض الخزانة الأميركية خسائرها الباهظة.
ترامب، إن فاز بالبيت الابيض، سيكون مختلفا، فقد كشف عن خططه المتعلقة بإعادة بناء الجيش الأميركي، ويتهم إدارة الرئيس الحالي باراك اوباما، بإضعاف القوات العسكرية الأميركية بفعل تخفيض ميزانياتها المالية، ما يعني ان الجيوش الأميركية التي عادت إلى ثكناتها سوف تستأنف عمليات في بعض المناطق الساخنة التي كانت قد غادرتها، وربما يدفع ترامب إلى ذلك التدخل العسكري الروسي السافر في سوريا، وايضا التحرش الروسي بأوكرانيا، والتمرد الصيني في البحار المتاخمة للتنين الأصفر.
ويشابه هذا التحول الأميركي المتوقع، إن فاز ترامب بالرئاسة، التحول في مسارات القوة الأميركية لدى انتقالها من عهد جيمي كارتر إلى عهد رونالد ريجان، فالأول الديمقراطي فشل عسكريا في تحرير الرهائن الأميركيين الذين كانوا محتجزين بالسفارة الأميركية بطهران، بينما القوة التي أظهرها الثاني «ريجان» الجمهوري، وقبل أن يفوز بالرئاسة، كانت كفيلة بتحرير الرهائن دون عملية عسكرية كان سيسيل فيها نهر من الدماء.
يقال ان القوة تصنع السلام، وهذه حقيقة، ولكن بشرط ان يكون الأقوياء عقلاء، وقارئين للتبعات وتداعيات الافراط في استخدامها، وربما ليس بوسع احد الآن اصدار احكام مسبقة على ترامب، ففي «فنتازيا» الانتخابات يقال الكثير، وما يمكن قوله ان الرجل لن يكون كما كان أي من أسلافه.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
12/09/2016
911