+ A
A -
حينما لم تتردد الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف لحظة في سحب سفيرها من تل ابيب احتجاجا على جرائم الحرب التي ارتكبتها الدولة العبرية ضد قطاع غزة، كان يجب توقع أن هناك قوى خفية ستبدأ العمل خلف كواليس لتدفيعها ثمن موقفها الذي كان أعلى منسوبا من موقف كثيرين في منطقتنا والعالم، وهذا الثمن هو حذفها تماما من المشهد السياسي البرازيلي، على الرغم من حب وتأييد الشعب البرازيلي لها أكثر من نائبها الذي خلفها في حكم بلاد البن وكرة القدم والدجاج المثلج.
غير أن إقصاء ديلما روسيف يجب ألا تفسره فقط نظرية المؤامرة، فلربما أنها أخطأت بالفعل حينما أخفت أرقاما عن عجز كبير في ميزانية الدولة، وأصدرت مراسيم بنفقات عامة لم يقرها البرلمان، كما يتردد عن أسباب الإقالة، غير أن الخطأ المنسوب لها في حد ذاته لا يطال ذمتها المالية، فهي لم تنتفع ولم تسرق أو تحوز أملاكا نهبتها، ويعرف البرازيليون ذلك، ولا تزال تحتل مكانة كبيرة في قلوبهم، وبدليل أن سلفها الرئيس الأسبق لولا يحزم أمره للفوز برئاسة البرازيل ثانية، وكل من ديلما روسيف ولولا من سلالة سياسية واحدة، وأغلب الظن أن الشعب البرازيلي سوف يصفي حساباته لصالح دلما بتأييده الرئيس لولا، وإفشال نائبها ميشال تامر اللبناني الأصل، والذي تتهمه روسيف بأنه طعنها في الظهر ليفوز بما فاز به.
ومن ذلك فإن البرازيل على موعد مع منافسة حامية الوطيس الرئيس الحالي ميشال تامر والرئيس الأسبق لولا، إلا إذا ظهر على خشبة المسرح السياسي البرازيل، وحتى موعد الانتخابات الرئاسية، شخصية ثالثة تكون من عيار الثقيل يكون خطابها، لماذا ترتهن البرازيل لشخصيتين من ماضيها، ولماذا لا يكون هناك وجه جديد يحكم البرازيل من أجل مستقبل جديد.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
05/09/2016
793