+ A
A -


كنت وصديقي الذي يعيش في إحدى الدول الأوروبية، ويحمل جنسيتها، نتحدث عن «الإسلاموفوبيا»، وذلك بمناسبة «هوجة» رفض ملابس البحر المحتشمة «البوركيني»، التي بدأت في فرنسا، وانتشرت في القارة العجوز.
قال صديقي: إن اليمين الغربي وأذرعه الإعلامية، نجحوا نجاحا ملحوظا، في نشر الخوف من الإسلام، أو أي مظهر يدل عليه، في نفوس مواطنيهم.
قلت لصديقي، ألم يسهم المسلمون في ذلك؟
قال.. نعم.. لقد أسهمنا بقوة، وكان «علمانيينا»، أصحاب النصيب الأكبر في تلك المساهمة، فبعضهم ويا للعجب أكثر حرصا على نشر «الإسلاموفوبيا» من نظرائهم الغربيين.
ولأن الحديث كان عن الغرب، وباعتبار صديقي خبيرا بهذا الشأن، لمزاوجته بين الثقافة العربية الإسلامية، المتأصلة لديه، وتلك الغربية التي اكتسبها، من حياة تمتد لأكثر من ثلاثين عاما في أوروبا، فقد فاجأني باقتراح لمواجهة «الإسلاموفوبيا».
قال صديقي: من خبرة التعامل مع المصابين بهذا المرض، أصبح لديّ اعتقاد جازم، بأن لا فائدة من الشرح والتوضيح، وبيان براءة المسلمين والإسلام، من أفعال المتطرفين، فالمصاب بـ«الإسلاموفوبيا» شخص لديه خوف غير منطقي، وفي بعض الأحيان هيستيري، من الإسلام والمسلمين، وبالتالي فمن المستحيل الوصول إلى عقل هذا الشخص لإقناعه بعكس ما تصوره له «الفوبيا» المرتبطة في ذهنه بالإسلام، فوجدت أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.. لا أقصد بالطبع مهاجمة مرضى «الإسلاموفوبيا»، وإنما المواجهة بما يمكن تسميته بـ«العلمانوفوبيا»، فعلى سبيل المثال نقول
شرطة فرنسا «العلمانية» تجبر سيدة مسلمة على نزع حجابها.
رجل «علماني» أميركي يقتل جاره صائحاً «أيها العربي القذر»، وذلك لأن الضحية كان مهاجراً من أصل لبناني مسيحي.
تفجير انتحاري في قاعة أفراح في تركيا تقتل أكثر من خمسين شخصاً، وقد قام بهذا التفجير حركة بي كي كي «العلمانية».
مجموعة من «العلمانيين» الألمان ينادون بتقنين زواج المحارم.
يعارض بعض «العلمانيين» عقوبة الإعدام في حق القتلة، بينما ينادي بعضهم بحق أي إنسان في أن ينهي حياته بيديه.
يحتفي النظام الاجتماعي «العلماني» بالفردية ويعادي ويهدم نظام الزواج ومكانة الأسرة في المجتمع، مما يجعل من كبار السن عبئاً ثقيلاً لا مكان لهم في المجتمع، ولا يفرض هذا النظام على الإنسان أن يتواصل مع والديه إذا بلغا الكبر، ناهيك عن أن يرعاهما ويخدمهما ويبرهما في آخر أيامهما.
إذا نجحنا في ذلك، كما نجحوا في الترويج لـ«الإسلاموفوبيا» بدهاء شديد، واحتشاد إعلامي قوي - يقول صديقي - ستنتشر مصطلحات مهمة مثل
«الإرهاب العلماني»،
و«التطرف العلماني»،
و«التعصب العلماني»،
و«الشوفينية العلمانية»،
و«الرجعية العلمانية»،
و«ضرورة تجديد الخطاب العلماني..
ولأن صديقي الخبير، لم يرد أن ينهي الحوار دون أن يلقي الكرة في ملعبي، فقد أكد في ختامه، على أنه سيبدأ ما اطلق عليه «مشروع الإسلاموفوبيا» من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعليّ، أن أقوم بذات المهمة، لكن وبحكم المهنة، عبر الصحف.. وها أنا أفعل.
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
04/09/2016
1418