+ A
A -

روحها باتساع العالم.
ترقد بسلام في نيودلهي، لكن البانيا ومقدونيا، تتنازعان نسبها.
الام تيريزا..
كل فقراء العالم، ينازعون الدولتين، النسب.
كانت مع الفقراء، وللفقراء.. وحين رفرفت روحها في الأعالي، نكس الفقراء كل أعلام قلوبهم التي كانت ترفرف: تيريزا.. تيريزا، وأعلنوا الحداد.
لوكنتُ رئيسا لأي من الدولتين- ألبانيا ومقدونيا- لكنتُ قد أعلنتُ: الأم تيريزا، لم تكن أُمنا فقط. كانت أُما للإنسان.
الإنسانيون، أوسع من أن نحصرهم في حدود، مهما اتسعت تضيق.
هُم، ملك على الشيوع لكل فرد في هذا العالم.
تملكتني بأفعالها الفضيلة الأم تيريزا. تملكتني كإنسان، وكنت أنظر إليها نظرة أوسع، من تلك التي تحصر الإنسان، وراء حدود.. حدود تحرسها الخوذات، ورجال الجمارك والتفتيش.
الام تيريزا، كانت اجمل طائر. اكثر الطيور الرائعة التي تضيق بالأقفاص. كانت مثل كل الطيور الرائعة التي« ما بتعرف ليها خرطة.. ولا في ايدا جواز سفر»!
العظماء، بمختلف عطاياهم العظيمة، هم طيور الإنسانية، كلها... أجمل الطيور على الإطلاق.
ما أكثرهم..
وما أنبلهم..
الشاعر الفيتوري، مثلا. ما احتكر نسبه السودان، ولا تنازعه مع ليبيا، وما أغاظه عدم( سودنته) والكتاب العرب، ينسبونه للعروبة، في كل كتاباتهم، لكأنما أن السودان، ليس جديرا بأن ينسب إليه أحد الشعراء الإنسانيين!
السودان، كان سعيدا بانتساب الفيتوري للإنسان.. والإنسانية..
وحين صعدت روح ذلك الشاعر المجيد، في المغرب، لم يطالب السودان، المغرب بالجثمان، لزرعه قصيدة نبيلة، في الأرض التي مدفونا فيها حبله السري.
كان السودان يدرك ان كل ارض هي ارض للفيتوري.
يومذاك كتبت: لنا في المغرب علمان.. والإثنان رمزان لنا.. والعلم الذي انزرع في باطن الأرض معلقات، هو بالضرورة، رمز للإنسانية كلها!
الأم تريزا.. رمز للإنسان..
والإنسان- ذلك الذي فيه الكون قد انطوى،أوسع من أن تحده حدود!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
04/09/2016
1048