+ A
A -
لا شك أن كل ما حولنا يموج، ويتحرك، في صراع أكيد على البقاء، وعلى كل ما لهذا البقاء من متطلبات، وحقوق.

عالمنا العربي كما نرى هو الذي يخوض ما يقارب نسبته 70% من هذا الصراع في العالم، وربما أكثر ضد كتلة من الطامعين. كونه الأكثر إغراء لأباطرة الشر، والقوى العالمية الطفيلية، وهو في حقيقته يملك كل الآليات كي ينتصر في صراعه هذا.. شرط أن يجد الإدارة الصحيحة.

الأنشط في هذا الصراع معنا هم اليهود الذين يحاربون ضدنا في جبهات عدة لا تكاد تهدأ، وفي إسرائيل المزعومة يبدو هذا النشاط محموما يتسارع مع دقات قلب الخائفين.. ربما العالمين بأنها زائلة يوما ما.. مهما تطاولت عليها عقود البقاء.

وقبل أن تتبدل تلك الأيادي الحاضنة لهم بعمالة خسيسة كونها فرصة قد تزول.

لذلك قد نلحظ كيف بدت إسرائيل اليوم متطرفة دينياً يحكمها المتطرفون، ويسيرها الحاخامات كونها تتثبت للبقاء تبعاً لحقوقها الدينية المزعومة في فلسطين، ولأساطيرها الخرافية بشأن الشعب اليهودي المختار الذي ينتظر التطهير وما إلى ذلك من خزعبلات ذكرناها سابقا تستدعي الإسراع في تدمير الأقصى، وإقامة هيكل سليمان وإن كان من خلال إطلاق الأمنيات، والدعاوى التي باتت تتزايد، وتتسارع وتيرتها، وكأن إقامة الهيكل يجب أن يكون وشيكا قريبا.

حالياً يقوم معهد الهيكل بالتعاون مع الائتلاف من أجل الهيكل على تنفيذ فعاليات، وأنشطة تخدم إقامة الهيكل، والطقوس التي ستقام حينها. ومن المقرر أن تقام فعالية للتدريب على تقديم القرابين عند إقامة الهيكل المزعوم، التي سيشارك فيها شخصيات دينية كبيرة، وأعداد كبيرة من اليهود تحت تغطية إعلامية كبرى من وسائل الإعلام الصهيوني في مستوطنة بيت أوروت القائمة على جبل الطور في مقابل الأقصى المبارك، عكس ما كان يحدث سابقا من فعاليات تقام بهدوء، وبأعداد بسيطة. لما في ذلك من تأثير على نفسيات اليهود كونهم يرونه أمرا بات يتحقق أمامهم، والأحداث تُصدقه، لا سيما أن هذا الأمر يشجع على تقديم التبرعات لمعهد الهيكل الذي يقوم بتجهيز الأدوات، والمتطلبات اللازمة لإقامة الهيكل.

منظمة نساء من أجل الهيكل علقت على هذه الدعاوى، وللتشجيع على تقديم التبرعات (اعتقادها أن في العام القادم ستكون الفعاليات حقيقية في الهيكل مكان الأقصى حاليا، وليست مجرد طقوس تدريب).

كما أن إشهار مراسم زواج شابين يهوديين في المسجد الأقصى من الأمور التي تعتبر تصعيدا في هذا الاتجاه له ما يتبعه.

من ذلك نرى تسابقا محموما لبني صهيون نحو انتزاع الأقصى وبناء هيكلهم في غمرة انشغال المسلمين وصمتهم.

العجيب أن ما يلجمهم، ويخيفهم ليست الدول، ولا الجيوش، ولا الحكومات بل بضعة مرابطين عزل قذفوا الرعب في قلوبهم حتى ظهر الخوف جلياً في ما يقومون به رغم ما يبدو اندفاعا نحو تحقيق هدفهم العظيم (الهيكل الثالث).

بقلم : مها محمد

copy short url   نسخ
19/04/2016
1065