+ A
A -
الشخصية السائدة في مجتمعنا الخليجي اليوم نتاج الحقبة النفطية، وهذه الشخصية مهددة بالفشل والسقوط لعدم مواكبتها للمتطلبات التنموية التي يشهدها العالم حالياً والمصاحبة لتراجع دور الدولة الشمولي في النشاط الاقتصادي لصالح القدرات الفردية وقطاع الأعمال في تحريك الاقتصاد القومي، هذا الفشل وذلك الإخفاق سيعود على المجتمع بانتكاسة ما لم تعاد هيكلة هذه الشخصية بما يتلاءم مع تلك المتطلبات. والطريف في الأمر أن إنسان فترة ما قبل النفط في الخليج العربي على وجه الخصوص كان إنساناً منتجاً، إلا أن هذه الإنتاجية تراجعت في الجيل التالي بشكل تدريجي وبصورة عكسية مع ازدياد العوائد النفطية لتصبح اتكالية عمياء على تلك العوائد.
لا عيب في الاستمتاع بالخيرات ولكن كان من الأجدر التركيز وبصورة أكبر على استثمار تلك العوائد والفوائض على شكل موجودات رأسمالية أكثر منها كونها هبات وإنفاقا استهلاكيا، فالخليج جزء من العالم والتنمية البشرية أصبحت أهم ركائز العملية التنموية فلابد من تقدم مفاهيم جديدة على حساب مفاهيم أخـرى سادت أثناء مرحلـة التورم بالريـع النفطي، ولابد من التركيز في التربية والتنشئة الاجتماعية على الإنتاجية والعمل والإخلاص ويأتي كذلك دور الدولة كموجه من خلال ربط الدخل بالإنتاجية وجعلها العامل المحدد للحراك والتدرج الاجتماعي ولكي يصبح نصيب الفرد من الدخل القومي معياراً أكثر دقة للعملية التنموية لابد أن تصاحبه عدالة في توزيع الثروة كما تشير المؤسسات الدولية ذات الشأن. فالقرن الحالي هو قرن الاقتصاد الإنتاجي ولابد أن يتحول الاقتصاد الخليجي من الريعية إلى الإنتاجية لنضمن له الاستمرارية والمنافسة، من هنا تكمن أهميـة إعادة هيكلـة الإنسان الخليـجي بشكل عام على أسس جديدة، بغير هذه التوجه وذلك التوجيه من الدولة لا يمكننا الخروج من ثقافة القشور الكاذبة إلى ثقافة أخرى كيفية إنتاجية تضع الأمور في نصابها الصحيح وتعرف أهمية العمل كأساس للبقاء والسيادة والاستقلالية أخذ الدولة بيد المواطن إلى مواطن الاستثمار باشكالها وعلى رأسها البورصات توجه محمود ولكن هذه البورصات بحاجة هي أيضاً إلى الاستقلالية أكثر بحيث يستطيع هذا المواطن من الاستفادة الحقيقة منها وبشكل أكثر اطمئناناً وثقة. وكل ما أخشاه وفي هذا الوقت ألا نعي أهمية التكيف مع التحولات الكبرى التي نشهدها ونبقي على جمودنا مكابرين، والحياة ليس من صفاتها الجمود والتحجر، وعندئذ فقط سنصحو من ذلك الإغواء النفطي الذي لم يحقق إلا سراباً.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
لا عيب في الاستمتاع بالخيرات ولكن كان من الأجدر التركيز وبصورة أكبر على استثمار تلك العوائد والفوائض على شكل موجودات رأسمالية أكثر منها كونها هبات وإنفاقا استهلاكيا، فالخليج جزء من العالم والتنمية البشرية أصبحت أهم ركائز العملية التنموية فلابد من تقدم مفاهيم جديدة على حساب مفاهيم أخـرى سادت أثناء مرحلـة التورم بالريـع النفطي، ولابد من التركيز في التربية والتنشئة الاجتماعية على الإنتاجية والعمل والإخلاص ويأتي كذلك دور الدولة كموجه من خلال ربط الدخل بالإنتاجية وجعلها العامل المحدد للحراك والتدرج الاجتماعي ولكي يصبح نصيب الفرد من الدخل القومي معياراً أكثر دقة للعملية التنموية لابد أن تصاحبه عدالة في توزيع الثروة كما تشير المؤسسات الدولية ذات الشأن. فالقرن الحالي هو قرن الاقتصاد الإنتاجي ولابد أن يتحول الاقتصاد الخليجي من الريعية إلى الإنتاجية لنضمن له الاستمرارية والمنافسة، من هنا تكمن أهميـة إعادة هيكلـة الإنسان الخليـجي بشكل عام على أسس جديدة، بغير هذه التوجه وذلك التوجيه من الدولة لا يمكننا الخروج من ثقافة القشور الكاذبة إلى ثقافة أخرى كيفية إنتاجية تضع الأمور في نصابها الصحيح وتعرف أهمية العمل كأساس للبقاء والسيادة والاستقلالية أخذ الدولة بيد المواطن إلى مواطن الاستثمار باشكالها وعلى رأسها البورصات توجه محمود ولكن هذه البورصات بحاجة هي أيضاً إلى الاستقلالية أكثر بحيث يستطيع هذا المواطن من الاستفادة الحقيقة منها وبشكل أكثر اطمئناناً وثقة. وكل ما أخشاه وفي هذا الوقت ألا نعي أهمية التكيف مع التحولات الكبرى التي نشهدها ونبقي على جمودنا مكابرين، والحياة ليس من صفاتها الجمود والتحجر، وعندئذ فقط سنصحو من ذلك الإغواء النفطي الذي لم يحقق إلا سراباً.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر