+ A
A -
قبل زيارة بايدن نائب الرئيس الأميركي لتركيا قبيل أيام، لم يكن معروفا إن كان الانحياز الأميركي للاكراد «الاسايش» في شمال سوريا مجرد خطوة تكتيكية مؤقتة لمحاربة داعش تجنبها الانحياز لأي من كتل الصراع الساخن جدا بين النظام السوري ومعارضيه، أو انه انحياز استراتيجي يستهدف استيلاد نواة لدولة كردية، فتكون الحدود الأولية لهذه الدولة الكردية ممتدة من كردستان العراق حتى اقصى شمال غرب سوريا.
كان من الطبيعي والمنطقي أن يهاجس ذلك كلا من تركيا وإيران، ومن البديهي ايضا ان تعيد انقرة حساباتها، فلا تترك الاحتمالات على أعنتها، فيباغتها نشوء كيان كردي على حدودها الجنوبية، مما يهدد بإعادة رسم الخرائط في المنطقة
ومن ذلك بدأت تركيا حملة عسكرية في سوريا أسمتها: «درع الفرات»، مدعومة بقوات التحالف والجيش السوري الحر لدحر «داعش» من جرابلس، ولتحرير جزء من حدودها الجنوبية، ولقطع الطريق على الاكراد في محاولتهم الزحف على جرابلس تحت غطاء تحريرها من قبضة داعش، وكان لافتا قيام سلاح الجو الأميركي بتوفير غطاء جوي لهذه الهجمة، ما يعني ان زيارة بايدن من جهة، والشراكة الأميركية في الهجمة التركية من جهة اخرى، قد ازالتا شكوك انقرة، وأعادتا المياه إلى مجاريها بين البلدين.
الأسابيع القلائل القادمة سوف تكشف أبعاد العلاقة بين الأميركيين والاكراد، واذا ما كانت تستهدف تعويم «الاسايش» إلى انفصال – ولو فيدرالي- عن سوريا، في محاكاة للعراق في هذا الشأن، خاصة وان أميركيين كانوا يتحدثون على المكشوف عن تقسيم سوريا، وهو ما يبقي على بعض الشك، خاصة ايضا انه ليس من المعروف كذلك كيف ستكون سياسات الإدارة الأميركية القادمة التي سوف ينتخبها الأميركيون بعد شهور قلائل.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
29/08/2016
796