+ A
A -
لم تعد المناصب القيادية والسيادية في أيامنا هذه حكرًا على الرجال، بل أضحينا نجد المرأة العاملة تصل لأرفع المناصب حتى في المجتمعات «الغربية»، نعم هذه ليست هفوة «الغربية» بالغين وليس بالعين. ففي الشرق وصلت النساء إلى أعلى نقطة في الهرم القيادي منذ آلاف السنين، وليست بلقيس ملكة سبأ وزنوبيا ملكة تدمر إلا أمثلة بسيطة على صِحّة دعوتي. أما في الغرب فوصول النساء لرفيع المناصب هي ظاهرة محدثة، وبلا شك هي ظاهرة محمودة. وبالعودة لصلب الموضوع، وبما أن النساء أصبحن في المناصب القيادية، فلهن علينا حق النصيحة، علمًا أن هذه النصائح تصلح للرجال أيضًا. وعملًا بمقولة «أعطي الخبز للخباز» فقد راجعت الكثير من كتب الإدارة التي تركز على العنصر النسائي وإليكم خلاصة بعض النصائح المفيدة:
-لا تحاولي قيادة الآخرين قبل أن تتعلمي قيادة نفسك، فليكن معلوم لديك ما يحفزك للعمل وما ينفرك منه، ما هي نقاط قوتك وما هي نقاط ضعفك..إلخ. وبعد معرفة الذات بدقة تبدأ مرحلة إدارة باقي المرؤوسين وتوجيههم بشكل يحقق مصلحة العمل.
-لا تعتقدي أنك تعلمين كل شيء، فمثلًا ليس من المتوقع من قائد عسكري كبير أن يعلم كيف يقود طائرة حربية، ولكن من الذي لا شك فيه فإن عليه أن يعلم كيف يدير ويوجه ويضع الخطوط العريضة لأولئك الذين يقودونها. فالقيادة والإدارة لا تعني أنك أصبحت تعلمين كل شيء، وبالتالي يجب أن لا تترددي بطلب النصيحة والمعلومة من أهل الإختصاص، حتى ولو كانوا في السلم الوظيفي مرؤوسين لك، فهذا لا يعيبك ولا ينتقص من هيبتك.
-لا يأخذك الغرور وتتجاهلي أي نوع من النصح مصدره جهة من العمل أو من مصدر خارجي، بعض الدروس يتعلمها الإنسان من أبسط الناس وفي بعض الأحيان من الحيوانات وهذا ليس عيبًا وليس فيه انتقاص وأكبر دليل على كلامي ما ورد في القرآن الكريم من أن قابيل بعدما ارتكب جريمته في قتل أخيه هابيل، رأى طيرًا يدفن طيرًا آخر ميتًا، فاستوحى من ذلك وتعلم وقام بدفن جثمان أخيه. وكما هو معلوم فإن الحكمة هي ضالة الإنسان ويأخذها من حيث وجدها.
-تذكري أن الإنسان مخلوق من جسد وعقل وروح ويجب الموازنة دومًا بين هذه الثلاثية. وعند هذا الحد نكتفي هذا الأسبوع لنتابع النصائح في الأسبوع المقبل.

بقلم : دانة درويش
copy short url   نسخ
28/08/2016
4852