+ A
A -
سأؤجل الحديث عن خيبتنا «التقيلة» (اقرأها مصرية) التي تتجدد سنوياً مع صدور تقييم شنغهاي للجامعات، وعن الاحتفال باليوم العالمي للشباب في 14/8 الذي جاء ضمن أولمبياد ريو 2016 فلم يلتفت أحد إليه، وقد فهمنا الشباب دائماً بأنه شباب الجسد، أما العقل فإن له رباً يرعاه، وقد أنفقنا على الرياضة ما يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة لو أننا كرسنا نصفه للعقل، هل الجسد يبدع منعزلاً في الرياضة؟ أم العقل يتحكم به فيبدع؟ وليتنا نفلح في دورات الألعاب الأولمبية كل 4 سنوات، فحتى يوم السبت الماضي كان عدد الميداليات التي فاز بها العرب متواضعاً إن لم نقل هزيلاً، بينما قد تكون جامايكا (11 ألف كيلومتر مربع 3 ملايين نسمة) متقدمة على العرب مجتمعين.
هل أجساد هؤلاء الفائزين غير أجسادنا؟ هل تبخل الحكومات في الإنفاق على الرياضة والرياضيين؟ ليس لدينا أرقام مؤكدة، ولكن ميزانية الرياضة في بلدان كثيرة قد تكون أكبر من ميزانيات الثقافة والتعليم والبلديات مجتمعة. العرب أبناء السهول والصحارى، فلماذا لا يتفوقون في رياضات الجري؟ أبناء الخليج أبناء البحر، فأين ذهبت مهارات الأجداد في الغوص والسباحة؟
مجلة «لانسيت» العريقة درست هذه الظاهرة في 122 بلداً، وأصدرت تقريرها ليتزامن مع الألعاب الأولمبية، وفعلت مثل هذا عام 2012 بالتزامن مع الألعاب الأولمبية في لندن، وفاجأت البريطانيين بأنهم من «أكسل» شعوب العالم حين حلوا في الترتيب الثامن، وقالوا إن البريطانيين من أمهر الشعوب في «مشاهدة» الرياضة، وفي تقرير هذا العام احتلت ناميبيا الفقيرة المرتبة 10 تليها الإمارات 9 ثم بريطانيا 8 فالكويت 7 ثم ميكرونيزيا (لا أعرف موقعها) 6 فالأرجنتين 5 ثم صربيا 4 فالسعودية 3 ثم سوازيلاند في إفريقيا2 وجاءت مالطا في المتوسط في المرتبة الأولى. وإذا أكملنا القائمة نجـد العـراق 14 الولايـات المتحـدة 46 لبنان 47 موريتانيـا 44 الجزائـر 41 تونس 36.
هل السبب في الرفاهية وارتفاع الدخل؟ لا نعتقد أن صربيا ومالطا وناميبيا من دول الدخل المرتفع. هل المناخ السبب؟ مالطا ذات طبيعة رائعة وجو متوسطي جميل، والسعودية بلد الحر والغبار، وكذلك الكويت. إنها مسألة تربية واعتياد. لم نجعل الرياضة مادة دراسية حقيقية (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) نعم نهتم بهذه الرياضات ولكن للبطولات والاستعراض، وحتى في الأندية يظن معظم الناس أن الرياضة تعني كرة القدم، ولم نعود أولادنا حب الرياضة لبناء الجسم السليم وتنقية الذهن. ويذكرني هذا بمادة «الموسيقى» في المدارس، وبعد نصف قرن من تدريسها لاتفهم أجيالنا الموسيقى وينشغلون بالزاعقين والزاعقات.
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
22/08/2016
1244