+ A
A -
منذ حوالي «70» عاما، ومنطقة الشرق الأوسط تدفع، ويدفع معها العالم، ثمن الخطأ الفادح للدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، وهو الدعم الذي جعل المنطقة تمتلئ بالكراهية لأميركا وسياساتها، وقاد عبر عقود امتلأت بالمرارة إلى ردود فعل شتى، كان من بينها اللجوء إلى العنف كوسيلة من وسائل مواجهة واقع غير متكافئ على الإطلاق.
كل ذلك أدى إلى نشوء حركات متطرفة عبرت عن نفسها باستخدام العنف، ترواحت بين القومي واليساري والديني أخيرا، لذلك لا يمكن الفصل على الإطلاق، بين مانراه اليوم، وذلك التعنت الذي تمارسه إسرائيل وهي تمنع الفلسطينيين من ممارسة أبسط حقوقهم في دولة مستقلة تعبر عن تطلعاتهم.
إن ذلك يجب ألا يُفهم كمحاولة للربط بين الإرهاب الذي نراه اليوم، وبين القضية الفلسطينية، وإنما بالأجواء التي سمحت بمنح المتطرفين أو الإرهابيين «المشجب» الذي يستخدمونه لتعليق جرائمهم عليه.
لقد قدمت الولايات المتحدة دعما غير مشروط لإسرائيل، حتى عندما كان ذلك يتعارض مع مصالحها في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي عكسه استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة بلومبيرغ حيث يرى 47% من الأميركيين أن الولايات المتحدة يجب عليها دعم إسرائيل حتى وإن انحرفت مصالحها عن مصالح بلادهم.
عام «1976»، وصف دانيال إليعازر اليهود الأميركيين بأنهم أقوى يهود في العالم يعيشون في أقوى أمة في العالم. ومع أن الولايات المتحدة فقدت الكثير من قوتها إلا أن اليهود مازالوا على قوتهم، وهم يشكلون 2% من سكان الولايات المتحدة و4% من القوة التصويتية، ويمارسون تأثيرا غير متكافئ في السياسة الأميركية، وهي الحقيقة التي تثير مشاعر الاستياء على نطاق واسع.
كل ذلك يعيدنا إلى ضرورة البحث عميقا في الأسس التي من شأنها القضاء على الإرهاب، وهي متشابكة ومعقدة للغاية، لكن الشيء المؤكد أن وضع حد للصراع العربي- الإسرائيلي سوف يقود إلى تغيير وجه المنطقة والعالم، لأن من شأن ذلك نزع الحياة عن «أداة تفريخ» الإرهاب، والتي مازالت تعمل بكل طاقتها.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
20/08/2016
1404