+ A
A -

أصبح البحث عن الشخصية الإنسانية بين ركام الماديات التي نعيشها شيئا صعبا، أصب.
عز السؤال إلا من أجل مصلحة أو غرض دنيوي أنا شغوف بالبحث عن الإنسان في مجتمعنا الصغير الذي تفتك به حمى الماديات حتى النخاع، غزت المادة جوانب حياتنا وتغيرت تبعا لذلك النفوس خاصة لكن أصيلي النعمة لا يتغيرون ولا يتنكرون، لأنها أتت إليهم عن علم وتعب وعمل ولم تنزل عليهم من السماء. عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالغني آل عبدالغني من هؤلاء، إذا لقيته أخجل من كثرة سؤاله عنا جميعا، عندما يرسل رسالة أو مكالمة هاتفية أشعر بالإحراج لمَ لم أكن أنا من يبدأ بذلك، تطغى إنسانية عبدالرحمن على شهرته كرجل أعمال وكابن لرجل اعمال كبير وشخصية من وجهاء قطر المعروفين، لست تاجرا ولا رجل أعمال ولا أملك من حطام هذه الدنيا سوى ما استهلكه، ليسوا كثيرين من هم على شاكلة عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالغني، يعود من بعد العلاج ليسأل عن الناس وهو المريض صاحب الحق بالسؤال عنه ومن المفترض أن نسأل نحن عنه، لكن إنسانيته تغلب على طباع النفس وشهواتها، هذه هي طبيعة الإنسان الكبير، وجدت رسالة منه منذ فترة، ومكالمة قبلها يسأل ويسلم لذلك هو جميل في عالم ينحسر فيه الجمال رويدا رويدا، يذكرني بأهل قطر في الستينيات والسبيعينيات يوم كان الاتصال ميسرا فنذهب إلى الوكرة أو للوكير كل يوم ونعود في نصف ساعة من الزمن، وكذلك بمجالس أهل الريان منتشرة بعد صلاة العصر من كل يوم، لقاء يومي حيث لا اتصال ولاموبايلات، عبدالرحمن من ذلك الجيل، جيل السؤال الدائم عن الحال، جيل المشاعر المتقدة، جيل العلاقة الإنسانية الصادقة، عز الوصول ولكن لم يعز السؤال عنده. أسأل الله العظيم له الصحة والعافية وأن يرحم آباءه الكرام، وأن يحفظ فينا بقايا إنسانية توقظ الإنسان في داخلنا لتسكن قلوبنا الرحمة وحب السؤال والاطمئنان بعيدا عن زيف الدنيا العابر وبهرجها الغادر، كما ادرك ذلك الاخ الكريم عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالغني فأصبحت ثروته الحقيقية المبادرة بالسؤال وليس انتظاره وهنا تكمن الافضلية عند الله وعند البشر.
عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
14/08/2016
1140