+ A
A -
اللغة- أي لغة- بنت عصرها.. وهذا عصر الرشاقة: عصر الرجل الرشيق والمرأة الرشيقة.. وهو من هنا عصر اللغة الرشيقة.
كتاب كثيرون، لا يزالون في عصر اللغة المكتنزة بالبيان والبديع والمحسنات اللفظية، التي عاشت في عصور راحت. وكتاب لا يزالون يتسكعون في الجملة، يمطونها مطا، ويمطون بالتالي الفكرة، حتى أنها في النهاية، لا تجد (باركن) في عقل القارئ، ولا في وجدانه!
مثل هؤلاء الكتاب، هم غرباء عن روح العصر.. وعن روح أجيال هذا العصر.
هم مثلهم مثل خطباء المساجد، الذين يطلعون المنابر، بخطب من عصر السلطان عبدالحميد، ولا ينسون حتى نحنحة من سبقهم من خطباء ذلك العصر.. والنتيجة: أن يتململ ناس، ويتثاءب ناس، وينام ناس، لتكون نتيجة النتيجة في النهاية: كأن الناس ما استمعوا أصلا لخطبة!
صديقي الكاتب السوداني البديع- محمد محمد خير- قال لي ذات دردشة في الكتابة: الكتابة مثل القيادة: ذوق وفهم وتقدير مواقف واحترام، ونظرات بالعين الثالثة إلى الوراء، والعين الثالثة إلى اليمين، والعين الثالثة إلى اليسار، والعينين معا- في وقت واحد- إلى الأمام!
الكاتب، إذن، مثل سائق السيارة..
والكاتب الحق- من هنا- هو الذي يسوق قارئه بمنتهى السلاسة.. يجنب عقله المطبات، ومفاجآت الطريق.
الكاتب الحصيف، هو الذي يفسح الطريق- مرة من بعد أخرى- لعقل قارئه، وخياله، ووجدانه.
الطريق، ليس للكاتب وحده.
القارئ شريك أساسي، في الطريق.
التسكع، يضيع الوقت.. ووقت القيادة قيمة وصول.. تماما مثلما أن الوقت هو قيمة دينية.. وقيمة دنيوية!
السرعة الزائدة، نوع من الطيش، غير مضمون العواقب.
هذا ما يدركة كبار الكتاب الذين يتحلون إذ هم يكتبون، بكل أدبيات السير والمرور!
ما يدركه هؤلاء الكتاب أيضا، أن القارئ يمكن ببساطة أن يسجل عليهم مخالفات.. يمكن بمنتهى البساطة أن يسحب منهم (الليسنس)!
ما أكثر الكتاب الذين سحب منهم القراء الرخصة.
أحمد الله أنني، مازلت (أسوق).. وها أنا ذا أفسح الطريق، لعقل وخيال ووجدان القارئ!
بقلم : هاشم كرار
كتاب كثيرون، لا يزالون في عصر اللغة المكتنزة بالبيان والبديع والمحسنات اللفظية، التي عاشت في عصور راحت. وكتاب لا يزالون يتسكعون في الجملة، يمطونها مطا، ويمطون بالتالي الفكرة، حتى أنها في النهاية، لا تجد (باركن) في عقل القارئ، ولا في وجدانه!
مثل هؤلاء الكتاب، هم غرباء عن روح العصر.. وعن روح أجيال هذا العصر.
هم مثلهم مثل خطباء المساجد، الذين يطلعون المنابر، بخطب من عصر السلطان عبدالحميد، ولا ينسون حتى نحنحة من سبقهم من خطباء ذلك العصر.. والنتيجة: أن يتململ ناس، ويتثاءب ناس، وينام ناس، لتكون نتيجة النتيجة في النهاية: كأن الناس ما استمعوا أصلا لخطبة!
صديقي الكاتب السوداني البديع- محمد محمد خير- قال لي ذات دردشة في الكتابة: الكتابة مثل القيادة: ذوق وفهم وتقدير مواقف واحترام، ونظرات بالعين الثالثة إلى الوراء، والعين الثالثة إلى اليمين، والعين الثالثة إلى اليسار، والعينين معا- في وقت واحد- إلى الأمام!
الكاتب، إذن، مثل سائق السيارة..
والكاتب الحق- من هنا- هو الذي يسوق قارئه بمنتهى السلاسة.. يجنب عقله المطبات، ومفاجآت الطريق.
الكاتب الحصيف، هو الذي يفسح الطريق- مرة من بعد أخرى- لعقل قارئه، وخياله، ووجدانه.
الطريق، ليس للكاتب وحده.
القارئ شريك أساسي، في الطريق.
التسكع، يضيع الوقت.. ووقت القيادة قيمة وصول.. تماما مثلما أن الوقت هو قيمة دينية.. وقيمة دنيوية!
السرعة الزائدة، نوع من الطيش، غير مضمون العواقب.
هذا ما يدركة كبار الكتاب الذين يتحلون إذ هم يكتبون، بكل أدبيات السير والمرور!
ما يدركه هؤلاء الكتاب أيضا، أن القارئ يمكن ببساطة أن يسجل عليهم مخالفات.. يمكن بمنتهى البساطة أن يسحب منهم (الليسنس)!
ما أكثر الكتاب الذين سحب منهم القراء الرخصة.
أحمد الله أنني، مازلت (أسوق).. وها أنا ذا أفسح الطريق، لعقل وخيال ووجدان القارئ!
بقلم : هاشم كرار