+ A
A -
هذه الألعاب موجودة في المجمع الفلاني.. أين مهرجان الصيف يا بابا؟!.. سؤال لم أستطع الإجابة عليه عندما دحرجته ابنتي تجاهي وفي عينيها اتهام مبطن بأنني أغشها ولم آخذها لمهرجان الصيف كما وعدتها ظنا منها أن قاعة أرض المعارض الجديدة ليست هي مكان احتفال الجميع بمهرجان صيف قطر.
وإذا كان القائمون على مهرجان صيف قطر لم يستطيعوا إقناع طفلة بعمر السبع سنوات أن هذه هي فعاليات مهرجانهم، فكيف سيقنعون الآباء بذلك؟!
مهرجان صيف قطر جاء هذا العام بشعار «لون صيفك» ولا ندري كيف نلون هذا الصيف وهم احتكروه في إنشاء مجموعة ألعاب في قاعة بهذه الفخامة والرقي، غير أن الألعاب هي ذاتها في أي مجمع تجاري آخر وإن وجدت لعبة أو لعبتين مستحدثتين، ولكن هذا لا يعني أن يقتصر المهرجان في قاعة ألعاب وبعض الفعاليات البسيطة ونقول إن لدينا مهرجانا يجذب السياح والمواطنين والمقيمين إليه، فلا يعقل أن تكون هذه الفعاليات البسيطة تمثل مهرجانا تقيمه دولة قطر التي اعتادت على الاحترافية والتميز في تنظيم الفعاليات الكبيرة وعلى كل الأصعدة، واعتادت أن تلغي ما قبلها وتحرج ما بعدها، ومن هنا يجب أن نقف طويلا عند هذه النقطة لأننا حين ننظم مهرجانا للصيف فيجب أن يكون مهرجانا مميزا من افتتاحه إلى ختامه، بل يجب أن يكون حديث الناس في الخارج قبل أن يكون حديث من حضروه.
كنا نتمنى أن تتضافر الجهود بين مؤسسات الدولة جميعها وأن يكون هناك دور كبير للقطاع الخاص في هذا الجانب لأنه المستفيد الأول من هذا المهرجان، لكنه وللأسف الشديد غائب تماما عن التواجد في مثل هذا المهرجان، بالرغم من دوره الكبير في بعض الدول المجاورة وغيرها من الدول التي تنشئ مهرجانات سياحية تجذب فيها السياح لدولتهم.
لذلك حين تقدم الفنادق عروضا مغرية للنزلاء بدءا بتخفيض الأسعار بدلا من رفعها في مثل هذه المناسبات، فإن ذلك كفيل بشغل كل الفنادق بحيث لا يبقى موظفو الاستقبال في بعض الفنادق «يكشون ذبان» أو يلتهون بهواتفهم فقط لأن أسعار الفنادق مرتفعة جدا، كما أن دور المجمعات التجارية هي الأخرى مهم جدا بحيث تكون هناك تخفيضات حقيقية تواكب قيام المهرجان وتدعمه بشكل كبير وترضي رواد هذه المجمعات من السياح والمواطنين والمقيمين، وأن يجدوا أسعارا لدى هذه المجمعات لا يمكن أن يجدوها في بلدانهم وإن تشابهت البضاعة وهذا أمر طبيعي جدا، كما أن للمطاعم والمقاهي والمنتجعات السياحية والمحلات والأسواق التجارية الأخرى دورا في ذلك أيضا من ناحية التخفيضات والاستفادة الحقيقية من القوة الشرائية من باب «قليل دائم ولا كثير منقطع» بدلا من رفع الأسعار والمبالغة فيها حتى باتت بعض محلاتنا تبيع بأسعار أكثر من غيرها في بعض الدول وكثرة الشكاوى حول هذا الموضوع رغم أن البضاعة هي نفسها في أي بلد آخر.
مراعاة التوزيع الجغرافي للفعاليات بما يخدم المناطق ويعرف السياح على معالم قطر وتراثها والمواقع الأثرية فيها، والتركيز على المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة لإقامة الفعاليات مثل الخور والوكرة وغيرها، بحيث لا تتكدس الفعاليات في مكان واحد، كذلك الاستفادة من المؤسسات والمراكز في قطر على سبيل المثال سوق واقف الذي أصبح واحدا من أهم المعالم السياحية في البلد وكتارا التي أصبحت منارة ثقافية عالمية، كلها أماكن يمكن إقامة فعاليات مميزة وممتعة ومختلفة يوما عن الآخر، خاصة أننا الوحيدون الذين يمتلكون مثل هذين المعلمين المهمين.
استقطاب فعاليات وعروض عالمية مبهرة وتقديمها للجمهور بمختلف المناطق والأماكن السياحية، واستمراريتها طوال أيام المهرجان مما يساهم في جذب أعداد كبيرة من السياح التي حتما ستملأ الفنادق عن بكرة أبيها، ويمكن كذلك الاستفادة من باصات المدارس التي تم ركنها صيفا لنقل أفواج السياح من مكان إلى آخر، مما يجعل المواصلات لها دور في مهرجان الصيف، كما أن الحدائق العامة مثل اسباير وحديقة دحل الحمام والكورنيش كذلك أماكن يمكن إقامة العديد من الفعاليات فيها رغم ارتفاع الحرارة إلا أن لها روادا ما زالوا يرتادونها وسيزيد عددهم في حال وجدت فعاليات.
قد لا أكون خبيرا في تنظيم فعاليات سياحية لكنني بالتأكيد أب لأطفال يدرك احتياجات أبنائه في التغيير خاصة بوجود مهرجان، كما أنني أرى من وجهة نظري أن مشاركة الجانب المحلي في هذا الشأن ستساهم في تحريك عجلة الركود من عدة نواح، مثل المسرح والفن والفرق الفنية والاستعراضية وغيرها، فهذا المهرجان بحاجة إلى حفلات فنية للكبار وللصغار وأعمال مسرحية مختلفة وغيرها، ولو تم انشاء مسرح يستوعب الفعاليات في قاعة المعارض الرائعة، لكان هذا الأمر أفضل من تحويلها لصالة ألعاب، والألعاب موجودة في كل المجمعات الصغيرة والكبيرة.
نقدر جهود القائمين على مهرجان صيف قطر، وندرك أنهم يسعون لتقديم أفضل ما لديهم، لكننا في قطر وصلنا إلى مرحلة الاحتراف في التنظيم، ولا نقبل أبدا بأقل من الإبداع في كل شيء، خاصة أننا بلد ستستضيف كأس العالم وغيره من الفعاليات الرياضية وغيرها على مستوى العالم، ومهرجانات الصيف يجب أن تكون مساعداً في تهيئة الأمور للسياحة لأن لها دورا كبيرا جدا أثناء استضافة كأس العالم وغيره، فهي الواجهة الرئيسية للبلد وهي المرآة التي سيرى العالم قطر من خلالها.
لذلك مهرجان الصيف يجب أن يـــــــكون له أولا هوية موحدة وشعار واحد يصبح شـــــــعارا عالميا، ينتــــشر من خلال أفضل طيران عالمي وهو «القطرية» حتى وإن تزينــــــت طائراتنــــــا بهذا الشعار للترويج له، كما أن الترويج يجب أن يوازي المضمون في الفعاليات المصاحبة، وأن لا نكتفي «بنطاطية ومرجيحة» وبعض الفعاليات البسيطة لنقول إنه مهرجان، فالمهرجان يجب أن يبرز ثقافتنا وهويتنا ويستوعب كل الفئات العمرية الموجودة، وإن كان بعض الناس قد سافروا فبالــــــتأكيد أن أغلب الناس موجودون في البلاد ويبحــــثون لأبنائهم عما يمتع إجازاتهم.
كتب عادل عبدالله
copy short url   نسخ
07/08/2016
5320