+ A
A -
حديثنا اليوم هو واقع في كل أوقات حياتنا من نصبح حتى نمسي.. نتحدث ونسولف ونثرثر.. والثرثرة لا تقتصر على النساء فقط لا بل يثرثر الرجال كذلك.. وتختلف من ثرثرة آدم.. عـن ثرثرة حواء..

أحيانا نشعـر بالسعادة عـندما يتحدث أحدهم يجعلك تستشعـر ما يقول وتشعـر أن لكلامه مذاقا يلامس بداخلك أشياء يدغـدغ بها فـؤادك.. وتتمنى أن لا يسكت.. يجتمع في حديثه التشويق والإبداع في سرد المواضيع والمنطق والمعـرفة وكل ما تود سماعه تجده.. وآخر عـندما يتحدث ترغـب بإسكاته لسوء ما تسمع منه.. وتقول بقـرارة نفسك ما أسوأ حظك اليوم لمجالسته ولسوء ما تستمع إليه.. وترغـب بأن تدفع له مالاً كي يغـنيك عـن عـبء الدخول في دائرته المملة والضحلة.. خلاصة الموضوع.. الثرثرة نوعان؛ نوع تتمنى أن تجالس أصحابه ولا ترحل من أماكن تواجدهم وتسعـد عـند رؤيتهم.. وتذهب لمجالسهم.. وآخرون ترحل من أماكن تواجدهم وتكتئب لوجودهم وتضجر من سماعهم.. هكذا الناس يتفاوتون بالسلبية والإيجابية.. ومع الأسف معظم ثرثرتنا سلبية.. لا أعـلم حقـيقة ما السبب.. برغم الرخاء الاقـتصادي وبرغـم النعم الكثيرة بحياتنا والتي نتناساها وفـقط نثرثر بالنواقص وبالسلبية..

نحتاج للإيجابية كثيراً في الوقـت الحالي أمتنا ودولنا تحتاج منا صفاء الذهـن والعمل بروح إيجابية منتجة مثمرة.. نحتاج لدفع مركب وعجلة التطور بروح عامرة بحب قـطر ولنجعل من ثرثرتنا ما يزيد من همتنا في خدمة بلدنا الحبيب ولنحرص عـلى أن تكون ثرثرتنا مثمرة ومخططة وواعـية لأن من سلبياتنا قـد تتأثر العقول وقـد تترسخ بالذهـن ومنها سيتحملها جيل ليس له ذنب سوى ثرثرتنا السلبية.. الإيجابية ضرورة والبعـد عـن الأنانية مطلب مهم.. لنخلق من ثرثرتنا ما نطمح له مستقبلا من أجل غـدٍ آمن وبيئة هادئة لأبنائنا وبناتنا.. فهل سنحاول.. ونحد من ثرثرتنا السلبية وبدلا من أن نضيع الوقـت نحاول جاهدين إصلاح ما نراه ونسمعه ونحاول أن نقضي عـلى جذوره ونزرع مكانه التفاؤل والإيجابية بحديثنا ليس صعـباً إن شئنا.

نيويورك

بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق

copy short url   نسخ
11/05/2016
2875