+ A
A -
الجمال، ليس في الجسد.
هذا النضير ليس هو المقياس الحقيقي. هو على موعد مع الذبول. على موعد مع الغضون والتجاعيد.
مسابقات الجمال، تركز على الجسد، وفن الحديث، واللياقة الذهنية، ولا تركز على الروح.
الجمال في تلك التي هي من أمر ربي، وربكم.. رب كل الناس.
في الروح الجميلة، كل الخير لكل الخلائق.. لكل الأشياء..
الروح الخيرة، على خلق عظيم. لا تعرف الشرور، ومن الشرور الكذب.
الجمال لا يكذب..
ولو أن الجهة المنظمة لمسابقة جمال أميركا العام الماضي، أخضعت الجميلات المتنافسات على عرش الجمال، من كل الولايات، لجهاز كشف الكذب، لكانت ملكة جمال بنسلفانيا برانيد لي ويفرغيتس، خارج المنافسة، بامتياز!
كذوبة. رغم الابتسامة الساحرة والوجه المليان عذوبة.
برانيد، أعني انها مصابة بالسرطان، لتتلقى مساعدات مادية: حلقت شعرها، وأظهرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضعفا، وانهمرت عليها بالتالي التبرعات.
الكذب، حبله قصير..
انكشفت الكذبة.. وانكشف القبح في روح تلك التي تمتلك وجها وقواما يفيض بالعذوبة.
تمت المحاكمة: السجن لعامين، والإخضاع للمراقبة لمدة خمس سنوات، واسترجاع التبرعات لأصحابها.
براندي، في السجن الآن، لا ينظر إليها السجان، إلا بنوع من القرف.
غدا، يذبل الجسد الأنيق أيضا.. وتحوم الغضون والتجاعيد في كل بوصة فيه، وتصبح براندي أكثر قبحا، من يوم أن كذبت.
جمال الجسد أيها الناس، لا يستر قبح الروح.

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/07/2016
1768