+ A
A -
من البشر من يظنون أنهم خبراء في الأمور والأحداث والأشياء، من يظنون أنهم ملكوا كل الأشياء، ومن يظن أن لا كلمة تعلو فوق كلمته وقراره، ولا صوت مسموعا إلا أصواتهم، ولا قرار صائبا إلا قرارهم، يعتقدون أن خططهم تمضي كيفما أرادوا لها أن تكون ورغم ذلك، يظن ويعتقد ويجزم من البشر من هو الخبير بكل شيء من أعمال وتصرفات وحركات!
لنجد مسمى الخبير أسهل ما يكون من مسمى يمنح لكل من لا عمل له ولا قرار!
ويجهلون أنه لا يقع في هذا الكون إلا ما هو مكتوب وان هناك الخبير سبحانه الذي يراهم أينما كانوا.
سبحانه وتعالى الخبير الذي لا يجري في الملك والملكوت من شيء ولا تتحرك ذرة ولا تطمئن نفس ولا تضطرب إلا ويكون علمها عند ربي.
سبحانه وتعالى الخبير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا تتحرك حركة ولا تسكن ساكنة في السموات والأرض إلا ويعلم مستقرها ومستودعها.
سبحان الله، سبحانه وتعالى الخبير الذي يعلم عدد النجوم والأفلاك وعدد ذرات الرمال وعدد كل المخلوقات، ويعلم ما يدور في نفسك من افكار وظنون وقرارات وآراء..
هناك من يظن من البشر ممن تحلو لهم أشكال المعاصي وفنونها واقترافها في خلوات وفي منازل وشقق مغلفة ومخفية بأسوار وحراس وأجهزة مراقبة وغيرها، أنه لن يصل إليهم أحد! ويجهلون ويغفلون بغفلتهم وغبائهم.. أنه سبحانه وتعالى العليم الخبير، الخبير البصير سبحانه، يراهم ويعلم ما يقومون به!
ومن يظن أن بأفعاله وتصرفاته وأقواله وظنونه وما يسعى إليه من نوايا خبيثة، لا يعلمها بشر ولا يطلع عليها إنس، ويجهل ذلك المخلوق الصغير الضعيف، انه سبحانه عليم وخبير، وهو العليم الخبير، يعلم خائنة الأعين وما تحفي الصدور.
الخبير البصير سبحانه، المطلع على تصرفات العباد ونواياهم، البصير بما يجري خلف الأبواب وخلف الأسوار ووراء المحيطات، وهو الخبير الحكيم الخبير الذي بعلمه وبحكمته يعلم ما فيه الخير والسداد والصلاح لعباده متى ما سدت الأبواب وصمت الآذان وأغلقت أبواب النصيحة.
وهو اللطيف الخبير، الذي يلطف بعباده ويرحمهم متى عصفت بهم الأكدار وهو اللطيف برحمته وكرمه وإحسانه يلطف بالقلوب المنكسرة.. فهو سبحانه اللطيف الخبير على من كانت الهموم والأحزان تعصف به من حيث يدري ولا يدري، وسبحانه من يلجأ إليه عباده في صلاة ودعاء لينير بصائرهم لطريق الحق ويسكن نفوسهم مما علق بها من هموم..
آخر جرة قلم:
عندما نعيش مع أسماء الله الحسنى ومعانيها وقربها من الروح، تجدها تهدأ وتسكن وتشعر بعظمة العظيم سبحانه القريب الذي يرى ويسمع ويعلم ويبصر وخبير بما في النفوس، فهو القريب المجيب الذي يحنو علينا ويسمعنا ويرانا متى بعد الأحباب وهجرك الأصحاب ونسيك من نسي وغادر المكان.. كن مع الله ولا تبالِ مهما كثرت ذنوبك وكنت في غفلة.. متى ذكرته سبحانه.. كن على يقين أنه سبحانه يذكرك..
TW:@SALWAALMULLA

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
28/07/2016
2437