+ A
A -
أخبرني خليجي أنه تنقل في رمضان الفائت بين عدد من وكالات بيع السيارات الجديدة في بلاده وأنه وجد ضالته عند إحداها حيث تتوفر السيارة التي اقتنع بها وساعده على اتخاذ خطوة قرار شرائها الامتيازات التي سيحصل عليها والتي تضمن له الراحة لعدد من السنين فقد كان السعر شاملا لكل الخدمات والضمان وأن هذا يعني أن خدمات ما بعد البيع ستكون ممتازة.
يضيف إنه أبلغ موظف المبيعات أنه قرر شراء السيارة لكنه فوجئ به يخبره أنه لا يتوفر منها إلا المعروضة في صالة العرض، ولأن لون السيارة لم يعجبه غادر المكان ثم في اليوم التالي هاتف الموظف وأكد له أنه جاد في قراره وأنه سيشتري السيارة نقدا فأكد له الموظف أنه لا يوجد إلا ذلك اللون.
يضيف الخليجي إنه لم تمر خمس دقائق حتى اتصل به الموظف وقال له إن عنده له «بشارة» ملخصها أن زبونا آخر أخبره للتو أنه لا يريد اللون الذي اختاره وقرر أن يشتري السيارة المعروضة في صالة العرض لأن لونها يناسبه أكثر. ورغم أن اللعبة بدت مكشوفة – يضيف الخليجي – إلا أنه وبسبب رغبته في اقتناء هذا النوع من السيارات المتطورة تكنولوجيا قرر أن يذهب ليرى السيارة الأخرى فوجد أن لونها «يلوع الجبد» حسب تعبيره ولاحظ أن السيارة تختلف في بعض مواصفاتها عن السيارة التي أراد شراءها.
المهم أن الخليجي فوجئ بعد يومين بأن الموظف يهاتفه ويخبره بأنه حصل له على اللون الذي يريد! فاتخذ الخليجي قراره بعدم الشراء، وهو ما يمكن أن يفعله كل عاقل، ففي مثل هذه الحالة لا تفسير سوى أن الوكالة ومن خلال موظف المبيعات تريد أن تتخلص من لون معين أو شكل معين «تدبس» به زبونا غشيما - حسب تعبير راوي القصة – وأنها أملا في تحقيق هذه الغاية لا بأس من المغامرة وإن خسرت فرصة بيع سيارة مرتفعة الثمن.
ولأن قصة شبيهة لهذه سبق أن حصلت لي في بعض السنين مع وكالة سيارات أخرى لذا لم أتردد عن تصديق كل كلمة قالها، ساعدني على ذلك التناقضات التي أكتشفها في المعلومات التي يوفرها موظفو المبيعات في الكثير من وكالات بيع السيارات الجديدة، وهو ما لم أجد له تفسيرا حتى الآن، فما الذي يجعل هذه الوكالات وأولئك الموظفين يعملون على إرغام الزبون على اقتناء لون سيارة لا يرتاح منه سيصاحبه عدة سنوات؟
صديق أخبرني أنه سعى للتأكد مما إذا كان موظف المبيعات في إحدى الوكالات سيوفر له معلومات صحيحة ودقيقة فتوجه قبل ذلك إلى مدير الصالة وسأله عن سبب إقفال بعض السيارات المعروضة فأخبره بأن هذا يعني أنها مباعة وأنها لم تعد ملكا للوكالة، لكنه عندما ذهب إلى موظف المبيعات وأخبره أنه يريد سيارة معينة ويفضل اللون المعروض في الصالة قال له الموظف إنه لا يوجد غير لون واحد وأن السيارة المعروضة مباعة. رغم أنها كانت مفتوحة للزبائن! .

بقلم : فريد أحمد حسن
copy short url   نسخ
26/07/2016
2608