+ A
A -
كان المشهد أشبه بمسلخ.
تعبير مفعم بالرعب، عن ما جرى في القطار الألماني، الثلاثاء.
كان الأفغاني الداعشي قد فعل فعلته بالسطور.. لطخ، وتلطخ بالدم.. واستحالت عربة القطار إلى «مسلخ» وكانت رائحة الدم، تزكم الانوف!
جزار، أضاف اسمه إلى قائمة الجزارين، في هذه الدنيا، وما أكثرهم، في ظل هذه السلاخانات في كل مكان.
هذا العالم أصبح أكبر سلخانة في التاريخ.
حيثما وليت نظرك، كان القطع والسلخ، والدم.
هل ما يحدث الآن في هذا العالم، جديد، ام أننا انتبهنا إليه من بعد غفلة، بواسطة هذه الآلة الإعلامية الضخمة، التي تملأ كل بوصة في هذا العالم، وتأتيني بما لم نكن قد تزودنا به، من ٌقبلُ؟
ذلك سؤال..
وحتى تجيئ الإجابة، يمكن أن نقول إن هذا العالم، بكل هذا الذي يجري فيه، قد عاد القهقرى، إلى عصر التوحش في الغابة.. إلى عصر الوحوش.
أسوأ ما في فعل الأفغاني الداعشي، انه يبدد المروءة في البشر، إلا قليلا.
تصور نفسك، وانت تراه يشق رأس من هو إلى جانبك بساطور.
ستهرول مرعوبا، لا تألو على شيء.
وأسوأ ما فيه- أيضا- أنه يزرع الريبة فيك، من أي كان.. ويجعلك باستمرار في حالة تلفت، وفي حالة توقع هذا الأسوأ، سواء كنت في حديقة عامة، أو باص، أو قطار، أو طائرة، أو في حالة ممارستك لرياضتك المفضلة، أو انت في النادي أو المسرح، أو حتى وانت في البيت!
الريبة والشك...
هما معا، إلى جانب الرعب، هو ما يستبد بي.. وبك، وبأي من كان في هذا العالم المسلخ.
أيها الناس: رائحة الدم المتخثر، تملؤني.. ويملؤني الرعب.
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
21/07/2016
1367