+ A
A -
تماشيا مع قـرار الجمعـية العامة للأمم المتحدة، يحتفل العالم في السادس والعـشرين شهـر يونيو من كل عام باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، هـذا الخطر الذي يهدد الشعـوب أفـرادا وجماعات الأمر الذي دعا كافة دول العالم لمكافحـته ومحاولة اقـتلاع هـذه الآفة من تربة الكـرة الأرضية.
مما لا شك فـيه أن تعاطي المخـدرات يسبب أضرارا ًجسدية مدمرة حيث يؤثر عـلى كفاءة جميع وظائف الأعـضاء بالجسم وكذلك يؤدي إلى تعـرض المدمن لعـدد من الأمراض، أما تأثير الإدمان عـلى الناحية النفسية فـيؤدي إلى تقلب المزاج والقلق والعـصبية الزائدة والاكـتئاب أو المرح الزائد عـن حده، بالإضافة إلى إصابة بعـض المدمنين باضطـرابات عـقـلية كانفـصام الشخصية، والاضطرابات السلوكية صفة تلازم المدمن نتيجة لحاجته للمال لتوفـير المادة المخـدرة فـيلجأ للسرقة وارتكاب الجـرائم مما يزعـزع أمن المجتمع والأسرة عـلى حـدٍ سواء.
والإدمان مشكلة اقـتصادية أيضا وليست اجتماعـية فقط لأن المدمن عـلى استعـداد لدفع أضعاف قـيمة المادة المخدرة التي يتعاطاها لكي يحصل عـليها، كما أن إنتاجه الوظيفي يتدهور مما يفقده وظيفـته وضياع مصدر رزقه، ونتيجة لذلك لا يستطيع القيام بالتزاماته الأسرية فـيؤدي إلى انهيارها وتشرد الأبناء، ومن خلال التغـيير المفاجئ الذي يطـرأ عـلى نمط حياة المدمن مثل: الغـياب المتكـرر والانقـطاع عـن العـمل أو الدراسة، والخـروج من البـيت لفـترات طويلة والتأخر ليلا والتعامل بسرية فـيما يتعـلق بخصوصياته وعـدم الاهـتمام بالمظهـر والغـضب لأتفه الأسباب، والتهـرب من تحمل المسؤولية والإسراف دون حساب، وزيادة الطلب عـلى النقـود، والميل إلى الانطواء، يمكننا معـرفة أن هـذا الشخص أصبح مدمنا ً.
وبطبيعة الحال فإن ما يجعـل الفرد يتعـرض لخطر الإدمان الجهل بمخاطر تعاطي المخدرات وضعـف الوازع الديني والتنشئة الاجتماعـية غـير السليمة والفقر المدقع والثراء الفاحش والجهل والأمية وأيضا انشغال الوالدين عـن الأبناء، وعـدم وجود الـرقابة والـتوجـيه ومصاحـبة رفاق السوء والـبطالة والفـراغ.
ولكن كيف يمكن الوقاية من شر وخطورة الإدمان؟ يمكن ذلك بالتنشئة الاجـتماعـية السليمة وتقـوية الوازع الديني والقـدوة الحسنة من قـبل أفـراد الأسرة مع الحـرص عـلى استخدام أسلوب الشدة واللين والابتعاد عـن التدليل والتسلط المفـرطين ولا شك أن الجو الأسري الآمن يؤدي إلى تماسك الأسرة وعـلينا أن نتذكـر دائما أنه من الضروري تلبية حاجات الشباب من الجنسين وتشجيعهم عـلى ممارسة الهوايات المفـيدة والنافعة والانخـراط في الأنشطة الـرياضية والاجتماعـية مما يملأ أوقات فـراغهم ويبعـدهم التفكير بممارسة العادات الضارة.
مخطئ من يعـتقـد أن مشكلة تعاطي المخدرات سببها الفـرد فـقـط بل يشترك في ذلك الأسرة والمجتمع، فانتبهوا لأبنائكم قـبل فـوات الأوان وقـبل أن نقـول: «في بيتنا مدمن»..!!

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
20/07/2016
1826