+ A
A -
آمنة العبيدلي
ألقت وسائل التواصل الاجتماعي بظلالها على كل مناحي الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية وغيرها، ولقد حلت محل وسائل الإعلام التقليدية في جوانب كثيرة من واقعنا، وأصبح الاعتماد عليها بالدرجة الأولى في معرفة كل جديد، وعلى سبيل المثال لاحظنا خلال شهر رمضان وقبيل الشهر الكريم أن شريحة كبيرة من الناس تابعت ما يتعلق بالشهر وإعلان رؤية الهلال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتبارى نشطاء السوشال ميديا في نشر خبر إعلان رؤية الهلال وإمساكية رمضان، وسوف يتكرر الأمر لا محالة في آخر رمضان إعلان رؤية هلال شوال.. وللحديث حول المزيد عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، التقت الوطن بأمينة موسى التي تعد من بين أكثر الناشطات على السوشال ميديا وبدأنا معها بالسؤال التالي:
} نود منك إلقاء الضوء على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها فيما يتعلق بشهر رمضان الفضيل؟
• في السابق كان الراديو والتلفاز الوسيلتين الوحيدتين للإعلان عن دخول الشهر الفضيل، فتحرص كل العائلات على الالتفاف حولهما في آخر ليلة من شعبان للاستماع لبيان لجنة تحري رؤية الهلال، وكذلك الحال في آخر رمضان بالنسبة لهلال شهر شوال وبدء عيد الفطر، ويحدث هذا أيضا وقت الإفطار، حيث توضع مائدة الإفطار ونتابع التليفزيون على قناه الدولة الرسمية (قناة قطر) لسماع أذان المغرب ومدفع الإفطار لتناول الإفطار، ومن ثم يبدأ بعدها البرنامج الديني وبعده باقي البرامج.
أما اليوم مع تنوع وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة المنصات الإعلامية التي تعمل في إطار الإعلام المعاصر، فأصبح الأمر أسهل وأسرع، فبضغطة زر على الهاتف المحمول يمكن معرفة دخول وقت الإفطار وإمساكية رمضان، فلا يمكننا هنا إنكار تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية وبالذات في رمضان، فهي سلاح ذو حدين، إما أن تكون أخبارها صادقة فتفيد الناس أو غير ذلك فتحدث تأثيرا سلبيا.
} وهل من خلال المنصات الخاصة بك تحرصين على نشر إمساكية رمضان ومواعيد الإفطار ورؤية الهلال سواء في أول الشهر أو آخره؟
• هذا بالتأكيد مثل بقية نشطاء التواصل الاجتماعي نتسابق في نشر هذه الأخبار، ونحاول أن نكسب ثقة من يتابعوننا أو يزورون منصاتنا، نحن نتحرى الدقة في مثل هذه الأمور التي لا يجوز التهاون فيها.
} ما الطابع الغالب على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالقطريين خلال الشهر الفضيل؟
• بشكل عام وبالنسبة للقطريين وغير القطريين وسائل التواصل لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وبالنسبة لنا في قطر الإيجابي هو الأغلب أما السلبي فقليل جدا، ومن الجوانب الإيجابية في رمضان وغير رمضان وإن كانت تكون بصورة أفضل في رمضان أصبح الوصول للقرآن الكريم متاحا في أي مكان وأي زمان دون الحاجة لحمل مصحف في الجيب، وهناك مئات التطبيقات التي يتم من خلالها تحميل المصحف وكذلك التلاوات القرآنية لكبار المقرئين في العالم العربي، كذلك معرفة أوقات الإفطار والإمساك مع وضع تنبيهات للتذكير بالأوقات.
} وهل يمكن نشر الفتوى التي يعتمد عليها المستخدمون وهم مطمئنون؟
• بالتأكيد، فالمؤسسات الدينية الرسمية أنشأت لها حسابات على تويتر والفيس بوك والسناب وغيرها تنشر من خلالها ما يصلها من أسئلة والرد عليها، فإن أراد أحد ما البحث والتحقق من معلومة أو فتوى دينية فيما يخص رمضان أو غير رمضان فبضغطة زر في محرك البحث لإحدى هذه الوسائل يمكن معرفة الإجابة من المواقع والبرامج الموثوقة، وأيضا تعد هذه البرامج بعض الفقرات الخاصة برمضان لإفادة المجتمع.
} أخبار شهر رمضان لم تقتصر على الأمور الدينية فقط، ولكن هناك جوانب ترفيهية هل لها مساحة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
• لها مساحة كبيرة ولها جمهور عريض، إذ يوجد عدد كبير من مشاهير السوشيال ميديا من خيرة الناس الذين يخصصون في رمضان مساحات معينة للمسابقات الدينية مائدة الطعام الرمضانية سواء عند القطريين أو غيرهم، وكذلك أهم البرامج والمسلسلات، وهناك أيضا الأغاني القديمة التي تمجد الصيام والشهر الفضيل وتلقي الضوء على الأعمال الخيرية التي يقتدى بها كذلك التعريف بمختلف أنواع المنتجات الرمضانية من أطباق وملابس وهدايا وغيرها.
أيضا من بين المنصات من تهتم بعادات الشعوب الإسلامية خلال الشهر الفضيل من تزيين المباني والشوارع بالفوانيس والأضواء الملونة، وطقوس الطعام والشراب، ورمضان بين الماضي والحاضر، وأمور كثيرة من هذا القبيل.
} ذكرتِ أن هناك جوانب سلبية هل يمكن الإشارة إليها؟
• نعم من جانب آخر لا يمكننا التغافل عن الجانب السلبي لهذه الوسائل، حيث أصبح الإنترنت عالما مفتوحا في أيدينا، فقد يتم التأثير على الجيل الناشئ بمقاطع مخلة أو أفكار غير صحيحة هدامة أو تحريضات تضره وتضر المجتمع، لا سيما قد يُجرح الصيام بأحد مقاطع الأغاني والمسلسلات غير اللائقة، وهناك نقطة مهمة جداً وهي أن هذه الوسائل قد تشغلنا عن الصلاة والعبادة في هذا الشهر الفضيل، فقد يقضي الصائم نهاره فقط متنقلاً بينها لإضاعة الوقت بدلا من استغلاله في قراءة القرآن والصلاة والدعاء أو قضاء مستلزمات المنزل أو تجهيز الإفطار، لذلك يجب علينا تحديد وقت ونوعية ما قد نتابعه من بين هذه الوسائل والأشخاص المؤثرين، كذلك المراقبة الأسرية للأطفال لتوجيههم والحرص على نشأتهم على حسن الأخلاق والتربية الصالحة.
copy short url   نسخ
19/04/2022
883