+ A
A -
بقلم - ريم العبيدلي
لو لم يستخدم الفنان كل الأدوات المتاحة من حوله ليقدم كل ما هو مبدع فما حاجتنا إذن إلى التطور ومواكبة ما يدور من حولنا، ولو لم يركب الفنان قطار الحداثة سيظل منتظرا على محطة الكلاسيكية الفنية، مكتفيًا بدور المشاهد فقط متطلعًا لكل القطارات التي تمر من أمامه وتحمل العشرات من الفنانين أصحاب الرؤى الفنية الحداثية.
هذا الرأي يعبر عن وجهة نظر أصحاب المدارس الفنية الحديثة والتي تنادي بالتطوير، ولكن هناك أيضا مدارس كلاسيكية ترفض هذا التطوير، وتعتبر أنه سيطغى على ثوابت الحركة الفنية ولا يلتفتون إلى ما يجري على الساحة متشبثين بأبجديات الفن الكلاسيكي ولا يبارحون تلك البقعة.
وبين هؤلاء وأولئك أقف أنا لأقول إن الفن حالة متفردة تختص بكل إنسان ولا يمكن أن تتكرر، فلكل فنان بصمته الفنية التي تشبه البصمة الوراثية «DNA» التي يستحيل أن تتكرر، ربما تتشابه ولكن لا تتكرر، وهو ما يبرر تعدد المدارس الفنية وظهور تيارات فنية متباينة على مر العصور، ولكن الثابت في كل ما سبق أن الفن متغير وأن الجيد منه يبقى وغير الجيد يفنى.
وقد أسعدتني جدا رسالة ناقد فني كان يعيش في قطر وقد أرسل لي عددا من اللوحات الفنية المنفذة بطريقة الثري دي والمقام لها معرض خاص في أوروبا، وكتب يذكرني بإحدى لوحاتي «معترك الحياة» التي استخدمت فيها هذا الأسلوب وكنت أول فنانة قطرية تطرح عمل ثري دي على الساحة الفنية القطرية، وأشاد كثيرًا بقدرتي على مواكبة التطورات التي تطرأ على الساحة الفنية العالمية، مؤكدًا أنه لا يخشى على الساحة التشكيلية القطرية لأنها عامرة بالفنانين المتميزين.
ما زاد من سعادتي هو قراءته المختلفة للعمل الفني «معترك الحياة»، حيث أثبت لي أننا نمضي بالحركة الفنية على الطريق الصحيح، إذ أن الفن من أهم أدوات التنوير والتحفيز على التفكير وإطلاق العنان للمشاعر.
وأنا أردت أن أوجه الشكر للناقد الفني والصديق العزيز، ولكنني سأوضح بعض الأفكار التي كانت تشغلني أثناء تنفيذ العمل، وأهمها كما ذكر هو أن اختيار حيوان النمر للدلالة على القوة والبأس، حيث إننا نعيش في عالم ينبغي لنا إذا ما أردنا الاستمرار فيه أن نكون أقوياء، وربما كما ذكر هو كرمز للسرعة التي ينبغي أن نتحلى بها في معترك الحياة.
يسعدني كثيرًا أن أجد صدى لأعمالي وأن أستمع إلى قراءات نقدية مختلفة حولها، وهذه اللوحة من الأعمال المحببة إلى قلبي نظرًا لكونها تجربة جديدة قدمتها وأبليت فيها حسنا، ووفقني الله وخرجت بشكل يرضيني، وقد استخدمت رقعة الشطرنج مرة أخرى للدلالة على الحياة التي نعيشها وتشبه ساحة الحرب، وبقدر قوتنا في هذه الحياة بقدر ما سنستطيع الخروج سالمين من ساحة الحرب.. وإلى اللقاء في عمل آخر.
copy short url   نسخ
06/03/2022
3812