+ A
A -
خالد وليد محمود
باحث دكتوراه في العلوم السياسية
أطلقت شركة مايكروسوفت مؤخرا مشروع «غرف عمل هورايزن» كتجسيد أولي للميتافيرس تمهيدا للدخول في عالم اقتصاد الأفاتار، وفي هذا المشروع يمكن للموظفين في «غرف عمل هورايزن» الجديدة الدخول إلى مكتب عمل افتراضي باستخدام شخصية وهمية - أفاتار- خاصة بكل واحد منهم، وفي هذه الغرفة الافتراضية سيرى المستخدم حاسوبه وزملاءه، ويتفاعل ويتعامل ويتبادل الأفكار معهم بشكل كامل كما لو كان في غرفة عمل حقيقية في مبنى الشركة.
إذن نحن أمام عالم يتحول فيه الحقيقي إلى افتراضي، ويستطيع فيه المستخدم تسجيل ذكرياته وآرائه وتجاربه الشخصية، بحيث يصبح بمثابة «العالم الآخر» لقرين إلكتروني وهذا الأخير سيعمّر بعد ممات الشخص الواقعي ربما قرونا طويلة، حيث يمكّنه التجوال في أنحاء المعمورة بلا جواز سفر أو هوية، ماشيا أو عبر طائرة أو سيارة أو باخرة.. سيختار أين سيذهب ومع من سيسافر وسيتعامل، وسيحدد طريقة البيع والشراء من خلاله بعملات مشفّرة لا يستطيع حتى الإمساك بها. إنه الاستثمار في المجال الافتراضي والواقع المعزز الذي تشير الأرقام المتخصصة فيه إلى أنه سيتضاعف 21 مرة على مدى السنوات الأربع المقبلة، ليصل إلى 15.5 مليار يورو في عام 2022، بمعنى أن الواقع الافتراضي لم يعد خيالا علميا بعد اندماجه في حاضرنا وواقعنا، وثمة من يبشر بنوع رابع من الواقعية الافتراضية، لم يوجد بعد، لكنه مستخدم بكثرة في أفكار أدب الخيال العلمي، وفيه يتم تجاوز مخاطبة الحواس إلى مخاطبة العقل مباشرة.
خلاصة القول هناك أكثر من 4.66 مليار مستخدم نشط على الإنترنت في جميع أنحاء العالم، وكثير منهم ربما يتساءل هل يجب علينا أن نخاف من القادم أم نطلق العنان للمستقبل وما يحمله في طياته من مفاجآت؟ كيف سنستفيد من هذه الثورة الرقمية الشاملة والمستندة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكيف سنتجنب أضرارها وأخطارها؟
copy short url   نسخ
13/02/2022
849