+ A
A -
بخلاف مئات الآلاف من الوفيات، يعاني أكثر من «2.1» مليون مدني سوري إصابات وإعاقات دائمة بسبب الصراع الذي يشهده هذا البلد العربي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
بلغ تعداد سكان سوريا قبل الصراع حوالي «22» مليون نسمة، فر أكثر من نصفهم من بيوتهم بعد الحرب، ويبلغ عدد المهجرين داخل البلاد حوالي «6.7» مليون شخص، يعيش كثير منهم في مخيمات، في حين سُجل «5.6» مليون آخرين كلاجئين في الخارج.
ويستضيف لبنان والأردن وتركيا حوالي «93%» من اللاجئين السوريين، وقدرت الأمم المتحدة أعداد السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية داخل سوريا بحوالي «13.4» مليون شخص، من بينهم ستة ملايين في أمسّ الحاجة لها. ويجاهد أكثر من «12» مليون شخص للعثور على الطعام كل يوم، في حين يعاني نصف مليون طفل من سوء تغذية مزمن، ويكابد الآلاف منهم بسبب الطقس البارد الذي يجتاح أماكن تواجدهم.
وجاءت الأزمة الإنسانية مصحوبة بتدهور اقتصادي غير مسبوق، إذ انخفضت قيمة العملة السورية بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الطعام. كما تعاني البلاد من انتشار إصابات كورونا، التي لا يُعرف مداها بالتحديد بسبب القدرات المحدودة على إجراء الاختبارات وتردي نظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء المستمر ووقود التدفئة، الأمر الذي يحول حياة السوريين إلى معاناة لا تطاق، دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على احتمال تحسن الأوضاع.
وتستمر حالة الخراب في كثير من الأحياء والبنى التحتية الأساسية بعد عقد من القتال. وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها الأمم المتحدة تدمير أو تخريب أكثر من «35» ألف بناية في مدينة حلب وحدها، قبل أن تستعيد قوات النظام السوري السيطرة عليها في نهاية عام «2016»، وما ينطبق على حلب ينطبق على مدن أخرى كما هو الحال بالنسبة لحمص ودير الزور وريف دمشق.
أمام هذا الوضع لا بد من تحرك دولي فاعل من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري وفقاً لبيان جنيف «1» وقرار مجلس الأمن «2254».
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
29/01/2022
616