+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب صحفي فلسطيني
طفل في العاشرة من عمره دخل مسرعا إلى المسجد. صلى ركعتين.. أقام الإمام الصلاة.. وبعد انتهائها وقف الطفل وصلى ركعتي سنة ثم جلس يدعو لجده الشهيد ولجدته الشهيدة ولخاله الشهيد، ثم قال اللهم ارحم شهداء قريتي.. وشهداء فلسطين أجمعين..
أمسكت بيده.. سألته أنت من أين؟
وحين نطق باسم قريته وقال «أنا من الطنطورة» وبلا شعور، قفزت في الهواء قلت من بلد الألف و800 مهجر.. الله اكبر.. الله اكبر.. مضى العمر كله ولم ألتق أحدا من الطنطورة.. التي خلدتها المغفور لها بإذن الله الدكتورة رضوى عاشور الكاتبة المصرية زوجة ابن عمي مريد في روايتها الطنطورية التي حصدت العشرات من الجوائز، وباتت الرواية تلازمني كلما وجدت فراغا انكب عليها.. قلت هل تعرف الطنطورة؟.. وذهلت حين قال يا عم.. أنا مواليد قطر ووالدي مواليد الكويت وجدي مواليد طولكرم وجد والدي ذبحه اليهود في الطنطورة وهي قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا، وتبعد عنها 24 كم وترتفع 5 أمتار عن سطح البحر، وتقوم القرية علي بقايا قرية (دور) الكنعانية وتعني المسكن. وتبلغ مساحة أراضيها 14520 دونما وتحيط بها قرى كفرلام والفريديس وعين غزال وجسر الزرقاء وكبارة. قدر عدد سكانها سنة 1929 بحوالي 750 نسمة وفي عام 1945 بحوالي 1490 نسمة. وقامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 حوالي 1728 نسمة وكان ذلك في 23 -5-1948، وعلى أنقاضها أقيمت مستعمرة نحشوليم عام 1948 ومستعمرة دور عام 1949.
التُهمت رواية الطنطورة التي تعرض في معرض الكتاب وتستحق ما قد حصلت عليه من جوائز، وتستحق العرض.. دفعت بها للطفل ليروي الحكاية من رأس النبع..
لقد مات الكبار والصغار لم ينسوا.
copy short url   نسخ
20/01/2022
2284