+ A
A -
أوقفتني على الحاجز وقالت لي من قبل أن تطلب هويتي إلى أين أنت ذاهب يا برغوثي.. فاجأتني فراستها حتى شككت أن اسمي مكتوب على جبيني.. فأخرجت الجوال وحولت الكاميرا «سيلفي» وحدقت في وجهي، ليس هناك ما يشير إلى جنسي...
يقول الزميل وضاح طهبوب الصحفي في وكالة الأنباء.. كنا في حافلة متجهين إلى شمال غرب رام الله حيث مضارب بني برغوثي والريماوي والشعيبي ومسحل والنوباني والرمحي والرابي وغيرهم. أوقفنا الحاجز الإسرائيلي أنزلنا من الحافلة وتم فرز أبناء برغوثي قبل أن يطلع الصهيوني على الهويات وأوقفهم على اليمين للتفتيش الدقيق وأعاد الباقين إلى الحافلة.. سألت عجوزا برغوثيا.. لماذا وكيف عرف الصهيوني القادم من بلده في (بيروبيجان ) عاصمة منطقة الحكم الذاتي اليهودية في روسيا، وهي تعتبر من أكبر مدنها. قال يا ابني نحن شوكة في حلقهم فقد ثرنا ومنعناهم من الصلاة في البراق. العام 1929 وكان شاعر تلك الثورة برغوثي.. ومن ذلك اليوم وإلى اليوم شهيد يسلم الراية لشهيد وجريح يسلم مفتاح الزنزانة لجريح. نائل البرغوثي، عاش بـ 80 زنزانة لا يدخلها الضوّ، وأكثر من 32 سنة من عُمره ما مشى فيها تحت القمر والنجوم، ويرى الشمس مقطّعة من ورا الشَبَك.
نائل البرغوثي، 41 سنة ما أكل لحمة طازة، لم يمسك حبّة تفاح، ولا حَمَل وردة، ولا لَمَس يد طفل صغير، ولا شرب الشاي بميرميّة خضرا، ولا أكل مسخّن أو قراص زعتر.
نائل البرغوثي، وهو يقول السنة الجاي بَروّح وببوس إيد أمّي وبَسلّم عليها؛ توفّيت الأمّ، توفّي الأبّ، توفّي الخال، توفّي العمّ، انحبس الأخ وتوفي، استشهد ابن أخيه، والثاني نفّذ عملية وانحكم مؤبد. في سجن إيشل في بير السبع أشار نائل البرغوثي على الباب وقال: «شهدتُ تغيير هذا الباب مرتين خلال اعتقالي، وكان السبب هو تلف الحديد، ولكن معنوياتنا لم تتلف».
نائل البرغوثي، أقدم أسير سياسي بالعالم، قضى41 عاما من العذاب والوجع والقهر والحرمان في سجون الاحتلال ولازال. لهذا باتت شيفرة قومك معروفة يا ولدي.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
13/01/2022
2532