+ A
A -
حين ناح الأذان، وأعول الناقوس وسقط الصرح الخيال عام 1967.. خرجنا من ثانوية رغدان، وكلية الحسين، والكلية الصناعية في جبل الحسين بعمان نلكم الهواء، ندعو للوحدة العربية، وتغيير الحكام الذين سقطت فلسطين في زمنهم.. فتهيأ الأمن لتشتيت المظاهرة.. فجاء إنقاذنا من بغداد مع فريق إنشاد يشدو كلمات الشاعر العراقي صفاء أكرم الحيدرى «وطن واحد شعب واحد» التقطها شاعر المظاهرة محمد الجعبري وقال «وطن واحد لا وطنين شعب واحد لا شعبين».. فابتعد رجال الأمن وتركوا المظاهرة تمضي حتى وصلت مجلس الوزراء الأردني في جبل عمان.
خرج علينا يومها أمين مجلس الوزراء واستلم رسالة عنوانها (سلحونا بنا نرجع الوطن الواحد) هز رأسه وقال إن شاء الله، وعدنا نهتف وطن واحد لا وطنين.. شعب واحد لا شعبين، وعشنا نؤمن أن ابن الضفة الشرقية انتسب لنهر الأردن.. وكني بالأردني وابن الضفة الغربية انتسب للنهر نفسه وكني بالأردني فشكلا رئتي الوطن.. حاولت إسرائيل ان تفت من عضد هذا التلاحم وان تحول دون هذه الوحدة بين أبناء الأخ والعم والخال وخاصة بعد النكسة 1967، فجاء الرد (وطن واحد لا وطنين شعب واحد لا شعبين) وحاولت حين وقف الحسين موقفا حاسما حين تعرض الأقصى لحريق عام 1969.. فدعا إلى اتخاذ موقف حاسم..
وطن واحد آمنا به في عز الأزمات ورغم أيلول 70 الذي خططت له إسرائيل بكل دهاء واقتتل الإخوة في ربوع الوطن.. ورغم ما جرى بعد ذلك من فك الرباط بين الضفتين، بقي الوطن الأردن ينتمي للنهر شرقا وغربا.. وبقي الغوراني شرق النهر هو نفسه الغوراني غرب النهر.. ولا يمكن ان تفرق بين كيلاني سلطي أو كيلاني نابلسي أو مجالي كركي أو مجالي خليلي أو برغوثي عماني أو برغوثي غساني..
«وطن واحد لا وطنين شعب واحد لا شعبين»، ارتفعت في استاد مدينة النور بالدوحة بعد فوز الأردن في مباراة بين (النشمي والفدائي) في بطولة عنوانها وشعارها أمة واحدة.. وهذه هي بداية أمة واحدة التي دعا إليها زعماء قضوا نحبهم دونها.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/12/2021
1868