+ A
A -
عندما قَدمَ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جاءه عبدالله بن سلام وكان من أحبار اليهود وعلمائهم، وقال له: إني سائلك عن ثلاث خِصال لا يعلمهنَّ إلا نبي!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سَلْ
فقال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكلُ منه أهل الجنة؟ ومن أين يُشبه الولد أباه أو أمه؟
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أخبرني بهنَّ جبريل آنفاً
فقال عبدالله بن سلام، ذلك عدو اليهود من الملائكة!
فأكمل النبيُّ صلى الله عليه وسلم كلامه وقال: أما أول أشراط الساعة، نار تخرج من المشرق تحشُر الناس إلى المغرب!
وأما أول ما يأكل منه أهل الجنة زيادة كبد الحوت!
وأما شبه الولد أباه أو أمه، فإذا سبقَ ماءُ الرجل ماء المرأة نزعَ إليه الولد، وإذا سبقَ ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها!
فقال عبدالله بن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.
يا رسول الله إن اليهود قومٌ بُهتٌ، وإنهم إن يعلموا إسلامي يبهتونني عندكَ، فأرسِلْ إليهم فاسألهم عني: أي رجل عبدالله بن سلام فيكم؟
فأرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم، وقال: أي رجلٍ عبدالله بن سلام فيكم؟
قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وعالمنا وابن عالمنا، وأفقهنا وابنُ أفقهنا!
فقال لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أسلمَ تسلمون؟
قالوا: أعاذه الله من ذلك!
فخرج عبدالله بن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فقالوا: شرُّنا وابن شرِّنا، وجاهلنا وابن جاهلنا.
فقال عبدالله بن سلام: هذا الذي كنتُ أتخوَّفُ منهم!
هؤلاء هم اليهود على مرَّ العصور، لا يتغيَّرون ولا يتبدلون!
شقَّ لهم موسى عليه السلام البحر، ومشى بهم دون أن تبتل أقدامهم، ولما عبروا إلى الضفة الأخرى، ووجدوا قوماً يعبدون الأصنام، قالوا لموسى عليه السّلام: «اجْعَل لَّنَا إِلَ?هًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ»..!
قتلوا الأنبياء نبياً بعد نبي!
وفاوضوا الله تعالى في بقرة، قال لهم اذبحوا بقرة، هكذا نكرة، فأي بقرةٍ تُجزئ، ولكنهم تارة يسألون عن عمرها، وتارة عن لونها، وتارة عن عملها عند صاحبها!
والبعض منا ما زال يُؤمن أنه بالمفاوضات والتطبيع سيأخذ منهم شيئاً..!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
07/12/2021
1723