+ A
A -
يعقوب العبيدلي
انتشرت الندية بين الأزواج والتصادم والتناحر والتنافر، ساهم ذلك في خراب البيوت وبعثرة الشمل وتمزيق الأسرة، وتسبب في ارتفاع نسب الطلاق والفراق، والخلع وكسر الضلع، بسبب التدخلات غير المسؤولة من البعض للأسف، بتحريض أطراف النزاع، أو طرف ضد طرف، مما تسبب في حالة من الهيجان والتنمر والتمرد وسرعة الانفعال والتشجيع على اتخاذ مواقف غير محسوبة العواقب، مما أدى إلى كوارث وعواصف عاتية اجتاحت الآسرة المسلمة، لها أول ومالها من آخر.
فوضى التدخلات غير المسؤولة في شؤون الغير سببت مشكلة للزوج والزوجة والشريكين، وأشعلت النار بينهما، ووسعت شق الخلافات، والمتضرر المعنيين والأولاد والمجتمع، وقد تأتي التدخلات من غير متمرس أو متخصص أو شخص جاهل أو شخص حاقد أو حاسد، أو فاشل لا يقرأ ما بين السطور، فتؤدي تدخلاته وكلامه إلى كارثة تسحق الأسرة وتبعثرها.
هناك عينات حاقدة ضالة مضلة قريبة أم بعيدة، تعشق تخريب البيوت الآمنة، تجعل الضحية تنساق وراءها من غير تفكير، عندها قدرات وإمكانيات فائقة للشر والكر والفر وسحر الآخر ولا أشطر ساحر، وهذه مصيبة في حق الإنسانية والدين، هناك من الناس من ينخدع بمثل هؤلاء، لأنه يريد أن يعرف الصح من الخطأ، وبتوجيه من بعض الأشرار بحكم قربه منهم أو تواصله معهم يقع في المحظور وهو مجبور فيصاب بالغرور فيقع في الباطل ويقع في الفجور، فيتنمر ويتمرد على شريكه بسبب ذلك الصرصور، عن طريق رأي غير ناضج خاطئ يفسد أكثر مما يبني ويهدم ويخرب العلاقة الزوجية أو غيرها والبيوت.
هناك أفراد خبثاء «شبّابين للنار» يجعلون الرجل يزداد سوءًا وعنفًا وعدوانية ضد الزوجة في حياة غير كريمة وغير لائقة، ويجبرون الزوجة على التنمر والتمرد والتنقيص على بعلها وزوجها بطلب الطلاق أو الخلع دون أن يؤنبهم ضميرهم الميت، ويسببون ألماً للأسرة، آلاماً نفسية بارتياح شديد، يقلبون عقل المرأة على زوجها وعلى الحياة الزوجية، ويضللون فكرها ويفسدون عليها استقرارها ويفسدونها على زوجها بأساليب لا حصر لها، تضرب البيوت في مقتل، ثم يتنحون جانباً وكأنهم ما فعلوا شيئاً.
«خرابين البيوت» يجب إدانتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم كانوا من كانوا، «شبّابين النار» والنافخون في الخلافات والاختلافات البينية بين الأزواج كم هم قريبون من النار، وعلى العاقل الذي نتوسم منه العقل والحكمة أن يستعين بأصحاب الخبرة والتخصص ويلزم هذه القاعدة التي تقول: «استشارة + استخارة = قرار صائب»، ويجب أخذ الرأي السديد من رجالاته ونسائه، من الحكماء والحكيمات، ومصادرها المعنية، يجب على الناس أن يعرفوا دينهم، ما أحله الله وما حرمه الله، ولا تكون العملية عبارة عن تحريض وتطليق وإفساد، لأنه لو فسد الدين فسدت المنظومة الأخلاقية وفسدت السلوكيات والعلاقات والمجتمعات، فالكلمة والموقف والرأي والمشورة، أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، ثم إلى جنة أو إلى نار.
إن التدخلات الشاذة والفاسدة والمفسدة والمتطرفة التي تخرب البيوت لا بد لها من وقفة، لأننا نريد الانضباط لا الانفراط، ويكون لها دور إيجابي لا سلبي على الأسرة المسلمة، لا نريد تدخلات تفسد الحياة الأسرية الآمنة، وتألب الزوج على زوجته أو العكس، أو تخرب العقول والبيوت ويكون لها ضحايا وتبعات. الزوجة العاقلة عليها دور كبير في نجاح البيت المسلم، ومن أهم أدوارها حسن التبعل لزوجها، رعاية أسرتها، والاحترام والاهتمام، والزوج عليه ما عليها من احترام واهتمام ورعاية، نساعد بعضنا البعض، فالعلاقة بين الزوج والزوجة تكاملية وليست علاقة فوز أحد الطرفين على الآخر، وأنا شخصياً مؤمن جداً بثقافة التكامل، فالروح التكاملية تولد التلاحم والتفاهم والتشابك والتداخل والتدثر والانسجام والتآلف بين الزوجين بدل أن نسمح لأشرار البشر والذباب الضار بتسميم العلاقة والإضرار بها.
اللهم اجمع بيننا وبين أزواجنا على الخير دائما وأبدا، واجمع بيننا في خير، وافتح بيننا وبينهم بتذويب الخلافات، وتحقيق المآلات، والعودة للتفاهمات، ورحم الله قارئا قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
06/12/2021
2547