+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني
أقف على حافات المياه أودع الهاربين من الظلم والعبودية والقتل واللاعدالة، أجلس على قارعة المتوسط أحصي من نجوا من ظلمات العروبة والجهل وظلمة البحار والمحيطات أحصي منهم (10) ملايين لبناني و(8) ملايين سوري بينهم 3 ملايين نزحوا للعالم العربي، وهناك حوالي 8 ملايين فلسطيني و4 ملايين عراقي، وهناك مهاجرون من كل الدول العربية وكل منهم يحمل مثلي قصيدة الشاعر الدمشقي فخري البارودي: بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغداني.. وعناصر الوحدة متكاملة وهي وحدة الأرض العربية: لا توجد فيها حواجز طبيعية تعيق التنقل والتواصل الاجتماعي بين سكان الوطن العربي، وحدوده الخارجية هي حدود طبيعية حفظت له طابعه الحضاري والثقافي.
تعدد الأقاليم المناخية فيه من المناخ المداري الحار إلى مناخ البحر المتوسط المعتدل أدى إلى تنوع النباتات والمحاصيل الزراعية، وبذلك يستطيع الوطن العربي أن يتكامل في جميع الميادين الاقتصادية، ومن العوامل التي توحد ولا تفرق:
العامل التاريخي: ويتمثل في أن الوطن العربي تعرض لنفس الأحداث التاريخية، منذ ما قبل الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، وهذا يساعد على توحيد تطلعات سكانه المستقبلية نحو الوحدة العربية.
العامل الديني: الوحدة الدينية متوفرة في الوطن العربي، إذ أن الدين الإسلامي دين الأغلبية، وهو تاريخ وحضارة وحياة علمية عاش تحت رايته المسلمون والمسيحيون العرب. تحتل الديانة المسيحية المرتبة الثانية من حيث الأتباع وهي موجودة في بلدان المشرق العربي ومصر.
العامل اللغوي: اللغة العربية هي السائدة في جميع الأقطار العربية، وهي السبب في خلق التواصل الاجتماعي والتقارب السياسي وتوحيد الفكر العربي.
التراث الحضاري: ويتمثل في مجموع الإنجازات العلمية والثقافية التي حققها العرب عبر تاريخهم الطويل، مما جعل لهم هوية ثقافية مميزة تجمعهم تحت راية واحدة.. فهل يوحدنا لسان الضاد بعد أن فرقتنا صاحبة نظرية «فرق تسد».
copy short url   نسخ
05/12/2021
2661