+ A
A -
لا شك أن الوقاية من حوادث الطرق تتطلب تكاتف جهـود الجميع وهـذا ما تنتهجه إدارة المرور والدوريات في سياستها المرورية بتطبيقها عـمليا في برامجها المختلفة حيث تحـرص عـلى بناء أسس متينة بينها وبين كافة الجهات، كما أن العـمل الذي يهدف إلى غـرس المفاهـيم الصحيحة لاستخدام الطريق حتى يكون آمنا «ليس واجبا» فقط عـلى إدارة المرور والدوريات بل هـو واجـب عـلينا كأفـراد ومجتمع أيضا، لأن اليد الواحدة كما يقول المثل لا تصفـق، لذا لابد أن تلتقي يد المرور والدوريات ويد المجتمع معا للحد من المآسي المرورية.

لا يخفى عـلى أحد أن إدارة المرور والدوريات تؤدي ما عـليها من واجبات تجاه الفـرد والمجتمع دون نقص أو قـصور، مما يكسبها ثقة المسؤولين ورضا المجتمع، فـماذا تفعـل أكثر مما فعـلت، وما تقوم به الآن لإيقاف النزيف الدموي اليومي الذي يسيل في شوارعـنا نتيجة تهور البعـض أثناء قـيادتهم لمركباتهم واستهتار البعـض الآخر بأرواحهم وأرواح غـيرهم من الناس، الرإدارات في كل الشوارع وعـند كل الإشارات الضوئية تقـريبا ًورسوم وغـرامات وعـقـوبات المخالفات المرورية ليست بالمبلغ القليل، فـماذا بمقـدور هـذه الإدارة الموقـرة أن تفعـل أكثر مما تفعـل، هل المطلوب منها أن تسيّر دوريات في كل شارع أو أن يكون في كل سكة شرطي مرور لمخالفة السيارات المسرعة عـلى مدار اليوم؟!

بعـض الآباء والأمهات لا يقدرون خطورة الدلال المبالغ فـيه والذي يغـدقان به عـلى أبنائهم إلى درجة تعـود عـليهم وعـلى الأبناء ببالغ الضرر، فحين يطلب دلوع أمه وأبيه ابن السابعة عـشرة أو الثامنة عـشرة سيارة يستجاب لطلبه دون تردد أو تفكير في العـواقب التي ستعـود عـلى الابن بعـد ذلك، وهنا يكمن الخطر الذي لن ينفع بعـده عـض أصابع الندم.

يتحتم عـلينا نحن كأفراد ومجتمع أيضا حتى تكتمل الصورة التي نرجـوها والهـدف السامي الذي نتأمله ونسعـى لتحقـيقه لبلدنا أن نتعاون مع إدارة المرور والدوريات، فـمثل ما عـلينا من دور ومسؤولية تجاه قـطـر عـلينا نحن أيضا أفـرادا وجماعات أن نؤدي الدور ذاته للحد من حوادث المرور المأساوية اليومية التي تشهدها شوارعـنا ومناطق أخرى من الدولة.

لا شك أن الحوادث المرورية هي السبب الرئيسي في وفاة الكثير من شبابنا فلا يمر عـلينا يوم إلا ونسمع عـن وفاة مواطن وإصابة عـدد آخـر إثر حادث أليم في منطقة «سيلين» وأيضا وفاة عـدد من المواطنين وإصابة عـدد آخـر بإصابات بليغة في انقلاب سيارتهم عـلى خط الشمال بسبب الاستهـتار والسرعة الزائدة.. كم نتمنى ألاّ نسمع مثل هـذه الأخبار المؤسفة لأن فقدان شاب مواطن خسارة لا تعـوض.



بقلم : سلطان بن محمد

copy short url   نسخ
16/03/2016
596