+ A
A -
الحركة والكون وما فيه وما حولنا له وزن وثقل واسم وأهمية وقيمة فلا شيء خلقه الله سبحانه وتعالى بلا قيمة ولا هدف، وسنة الحياة تقتضي التدافع والحركة والوجود بين بداية ونهاية.. بين حروف الأبجدية من ألف إلى ياء.. ومن بداية صفحة لنهاية كتاب وبين شهادة ميلاد وشهادة وفاة.
في البشر كلما ازداد الإنسان قيمة ورقيا وثقلا بأخلاق أدب وعلم وتواضع وانطلقت قيمته من الداخل من أعماق روحه وشخصيته ورؤيتة كلما عظمت قيمته وأثره وحضوره وتذكره وإن غاب.. وكان لوجوده معنا ولغيابه فراغ ولكلامه إنصات ولصمته حكمة ولنصحه أمانة ولتعامله صدق وسمو.. وكان بذلك ثقلا وقيمة دون سعي لبرواز يبرزه ولا لشهرة وأضواء ببريقها تشغله ولا لنفاق بشر حوله يسعده ولا لعضلات تقدمه وتبرزه ولا يضطر لإرتداء أقنعة تجمله!
نوعية من البشر تكون ضمن إطار وبرواز محط لفت للأنظار والاهتمام بها والالتفات إليها لمكان ومكانة هذا البرواز وقيمته تجد حولها وقف المتسلقون والمنافقون والمادحون والباحثون عن مصلحة وأهداف قبل أن يسقط البرواز وينكسر ولا قيمة له!
من البشر من لا قيمة له إلا بقدر كم الوزن والأطنان التي يحملها على هيكله وجسده رغم فراغهم وخواء أعماقهم وسطحية حوارهم وحماقة تصرفهم وقراراتهم وانعدام العقل والرؤية في مواقفهم..إلا إنها موازين ومعايير ومقاييس في تصنيف البشر وتقييم قيمتهم ووزنهم وعقلهم وغابت معايير فهم الرجال وطبيعتهم وقيمها الرائعة التي تدرك الأشياء وطبيعتها وفهمها..
أصبح من الصعوبة على البعض فهم الرجولة ومعدنها وطبيعة موقفها.. فما كل ما يلمع ذهب ولا كل ما ثقل وزنه كنز ولا كل من تهافت إليه البشر ملك ولا كل من صفقت له الأكف نابغ ولا كل من أدارت له الرؤوس مميز... ولا كل من حمل شهادة عليا متعلم ولا ولا..!!
المعايير انقلبت وانعدمت وضاعت بين هرولة مصالح وبحث سريع، ونفع يشمل أكبر عدد ممكن من أقارب وصحبة وأصدقاء وجيران...!!
معايير التقييم هوائية ومزاجية وسطحية وساذجة لتغيب معها المعايير الحقيقية لقيمة الإنسان ورقيه وتواضعه وأدبه.. وحسن خلقه.
الثقة بالله ومعيته وثقتك بنفسك وصدقك مع حقيقتك وأعماقك..وتشابه الداخل مع الخارج بتعامل وردات فعل طبيعية وسوية وإنسانية، بين فرح وزعل وبين عتاب وتراض وبين صدق وأمانة يجمل كل ذلك هي الحقيقة والتميز بحد ذاته الذي لا يصل إليه أولئك الباحثون عن مقعد بين صفوف المتميزين.
اندهش من صغار العقول التي تصدق كل ما يقال لها وكل ما ينقل لها وكل ما يغرد على غصن حولها!!
أندهش وأحزن لبشر ميزهم الخالق سبحانه وتعالى بعقل.. ليميزوا به بين الحق والباطل وبين الجميل والقبيح وبين الغث والسمين وبين الحقيقة والزيف أن لا يستمعوا لصوت الحقيقة ولا يترفعوا فوق صغائر الأمور وتوافهها!!
أندهش لأجساد وأصوات وكلمات وتحيات وأشكال المجاملات كانت تتسابق لتصل بأشكال التواصل لتكون أمامك تجدها تحاول نفيك والتقليل من شأنك..وهي تدرك كحقيقة الشمس في كبد السماء من أنت وقيمتك..وحضورك وتميزك وذكاءك.
آخر جرة قلم:
الدهشة ردة فعل على أمر قد يروق لنا ويعجبنا.. وقد يكون ردة فعل على أمر غريب وعجيب يدهشنا كصدمة لم نتوقعه في تصرف وموقف وسلوك من نظنهم إنهم من صنف البشر!
تدرك بطبيعة الدهشة والموقف الفرق بين صور طبيعية وأخرى مورس عليها القص واللزق أو تلك التي عبث بها كذب الفوتوشوب واللعب على العقول والسطو على حقوق الغير من الغير!!
وبين دهشة ودهشة..تكتشف إنك إنسان سوي وطبيعي ولم تصب بأمراض القلوب والعقول من أحقاد وغيرة وحسد وتوتر وارتباك.. وارتفاع درجة الغليان!

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
14/07/2016
2522