+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني
في طفولتنا قبل ستين عاما خرجنا محتجين على الذكرى 40 للوعد المشؤوم.. وكنا نظن ونحن نلكم الهواء بقبضاتنا الطرية أننا سنهز العالم، ويلغى وعد ابن البريطانية لشقيقه ابن الصهيونية بمنح وطن ابن الفلسطينية لابن اليهودية العلمانية..
كنا نخرج في كل المدارس العربية من مسقط في عمان حتى وهران في الجزائر ومن سبتة في المغرب حتى الأحمدي في الكويت.. نهتف يسقط بلفور تحيا فلسطين وتحيا الجزائرية.
وفي شيخوختنا في الذكرى 104 للوعد المشؤوم الذي صدر في الثاني من نوفمبر عام 1917 من قبل وزير الخارجية البريطاني، اللورد آرثر جيمس بلفور على أن: حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، في شيخوختنا وقفت أمس على البلكونة وحيدا ألكم الهواء يسقط بلفور يسقط بلفور.
تحيا فلسطين ويحيا اليمن وتحيا سوريا ويحيا العراق وتحيا تونس ويحيا لبنان وما زلت أؤمن أن يريطانيا سوف تعتذر يوما عن وعدها.. مع أنني اكتشفت ان كل من جاؤوا حكاما أقروا أنهم مع الوعد لكن مع عدم ظلم السكان الأصليين أهل الوطن الأصليين، الذين طردوا وسجنوا وعذبوا وارتكبت بحقهم عشرات المذابح، وطوردوا في المنافي واغتالوا قياداتهم.. ومع كل عقد ينهضون من الرماد..
يقينا أن العرب قادرون - لو أرادوا - أن ينتزعوا وعدا بإلغاء وعد بلفور حتى وإن كان في إلغائه إلغاء لكل القرارات الاستعمارية، بما فيها قرار سايكس بيكو بتقسيم الوطن العربي.. وإعادة الوطن كاملا. أمة عربية واحدة.. لكن برسالة سامية ليس منها رسالة عفلق.. وعفلق مؤسس حزب (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) أقصد البعث العراقي، ومن قبل شقيقه المنشق البعث السوري.. والله من وراء القصد.
copy short url   نسخ
04/11/2021
3019