+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطيني
على طاولة عشاء في فندق سبعة نجوم في اسطنبول، جلس سبعة مشاركين في مؤتمر «كلنا مريم»، أربع أخوات وثلاثة أخوة، جمعتهم المهمة الواحدة، نصرة المقدسيات المرابطات في المسجد الاقصى، دفاعا عن حرمته يقاومن محاولات تهويده.
السبعة كانوا يعيشون في الكويت لأب من كفر سابا هاجر عام 1948 وهاجر الابن مع الجد إلى لبنان، ثم إلى الخليج وعاشوا في الكويت حتى العام 1990 وبعد الكويت كان الشتات الاكبر. أحدهم هاجر إلى تشيلي والثاني إلى البرازيل والثالث إلى المانيا والبنات احداهن في ايطاليا والثانية في النمسا والثالثة في قطر والرابعة في استراليا.. تعانقوا وبكوا.. مات الأب والأم والجد والأحفاد بالكاد يعرفون بعضهم البعض.. لكن كلهم يرفعون «أنا فلسطيني» وتسأل لماذا هذا الشتات ؟.. ويأتيك الجواب: دول الطوق التي هاجر إليها الفلسطينيون عام النكبة وعام النكسة تعرضت لضغوط صهيونية بعدم استقبال القوة الفلسطينية الفاعلة.. ولتهاجر أينما شاءت.. فواجه المهاجرون الفلسطينيون من الكويت مشاكل عديدة اصعبها عدم منح حملة الوثائق اذنا بالمرور من الدول التي منحتهم وثائقها.. وحملة وثائق مصر وجدوا صعوبة في الذهاب إلى سوريا، فقط حملة الجوازات الاردنية عادوا لوطنهم الأردن وواجهوا صعوبة العيش وارتفاعا جنونيا في أسعار العقارات.. ومنهم من هاجر ليتعمق الشتات من الوطن إلى دول الطوق إلى الخليج ثم إلى المنافي البعيدة.
المطرب والمنشد الديني نزار أبو الفدا الذي ولد في الكويت وعاش في الكويت ورفض الخروج من الكويت عام الشتات الاكبر للقوة العاملة الفلسطينية يقول بعد الغزو العراقي كان الشتات الأكبر، فغنى لأمه اغنية «والله تشتتنا» يصف فيها حالة اكثر من عشرة ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات.. لكنهم علموا ابناءهم «سجل انا فلسطيني» أبو الفدا القادم من الكويت كان يحيي حفلة انشاد في ليلة المولد النبوي في قاعة الرجا، ولم يكن يعلم أن ابنة اخته القادمة من ألمانيا تحيي ليلة إنشاد في قاعة النساء.. فكم من شتات فرض على هذه الأمة، الفلسطيني، العراقي، السوري، اليمني والليبي.. فلنعلمهم سجل أنا عربي!
copy short url   نسخ
21/10/2021
2745