+ A
A -
كانت تبكي بحرقة ووجع قلبها يجعلك تقف لتسأل: ما بال هذه السيدة هل فقدت عزيزا.. هل طردها زوجها.. هل طلقها.. هل عقها ولدها..؟!
أسئلة كثيرة راودتني.. كانت تجلس بجوار المنطقة العميقة لبركة السباحة في المجمع وتحدق في الماء.. ذهبت وأحضرت زوجتي للحديث معها.. هي سيدة صينية متزوجة من عربي أنجبت منه ثلاثة أبناء كلهم بالمرحلة الابتدائية، وهي سعيدة في حياتها الزوجية والأسرية إلى أن بدأت المعلمات يتصلن بها ويصفنها بالفاشلة، لأن أولادها لا يؤدون الواجبات المطلوبة، وأنها غير قادرة على أن تشرح لهم، فتقول هذا «الزوم» أنا لا أعرف التعامل معه، وليس دوري أن أشرح لأبنائي.. فهذا دور المعلمة، لكن بعض المعلمات وجدن التعليم عن بعد شماعة يعلقن عليها كسلهن فلا يقمن بالشرح الكافي لجميع الطلبة، وكثيرا ما يكون التوجيه لهم بأن الحصة تتضمن من صفحة كذا إلى صفحة كذا، وعلى ولي الأمر المتابعة، وإذا كان ولي الأمر لا يعرف شيئا في التعليم فإما أن يكون حاله كهذه الأم أو يطلب الطلاق!!
تقول الصينية أنا خوفي على مستقبل أولادي ألا يتعلموا ويضيعوا في الشوارع.. لم يكن الأمر عند هذه الصينية فحسب، بل عند أخريات عربيات وخريجات يقلن التعليم عن بعد أهلكنا، حتى وصل الحال أنني اشتريت سبورة، وأنشأت فصلا مدرسيا بالمنزل، لكن ذلك سخرية وإضاعة وقت، فالولد لا يتعلم ألا مع أقرانه، ومن معلم متخصص..
قلت لهن الفرج جاء من الأمم المتحدة فقد عقدت حضوريا، ومن مدرجات المهرجانات الغنائية العربية، فقد أقيمت الحفلات حضورا وتشابكت الأيادي وتراص الناس ذكورا وإناثا جنبا إلى جنب والكتف بالكتف والقدم ع القدم، ولا خوف من فيروس يخترق هذا التلاحم.. الخوف فقط من تراص الناس في صفوف ملائكية للصلاة..!!! أو في صفوف نورانية لتلقي العلوم الأكاديمية!! فهل تعود المساجد والمدارس إلى طبيعتها وتتخلص الأمهات من رعب التعليم عن بعد، وتحظى النساء بصلاة جماعة من جديد؟!!
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
26/09/2021
3177