+ A
A -
حمد حسن التميمي
جميعنا نرغب في أن نكون ناجحين، لذا نضع الأهداف والخطط لتنفيذها، مع إدراكنا لحقيقة أنه لا يمكن تحقيق أي هدف دون مواجهة الصعوبات والعقبات على طول الطريق.
وفي الواقع، يعتبر العديد من الأشخاص الذين تمكنوا من تحقيق النجاح، أن الفشل جزء جوهري من السعي نحو الغاية المنشودة، وأنه بدون الفهم العميق لأهمية الفشل، لا يمكن للمرء النجاح ومواصلة التقدم.
مع ذلك، ليس من السهل على الدوام رؤية الفشل كدعامة أساسية للنجاح، خاصة إذا كنا نعمل على هدف مهم. فعندما تبذل جهداً في السعي وراء شيء يعني لك الكثير وتفشل في تحقيقه، فإن روحك تنكسر وطاقتك تخمد.
إن الفشل في تحقيق المرء لأهدافه والإخفاق في الوصول إلى ما ينشده، هو السبب الذي يجعل أعداداً لا تحصى من الناس يرمون أحلامهم جانباً ويكملون رحلة حياة بسيطة دون أن يحققوا شيئاً يُذكر.
النجاح الحقيقي لا يكمن في تحقيقك لنجاح كبير أو قدر جيد من المال لمرة واحدة ثم إفلاسك بسبب سوء إدارتك لأموالك أو تخليك عن أحلامك والانخراط في نمط حياة مترف وغير مسؤول، بل يكمن حين تتمكن من تطوير عقلية النجاح لتغدو ذلك النوع من الأشخاص الذين يجتذبون المال ويحولون التراب إلى ذهب.
عليك أولاً أن تدرك أمراً في غاية الأهمية ألا وهو أنك حين تخفق في تحقيق مرادك، فالمشكلة لا تكمن في أهدافك أو مبادئك، بل في الخطط والاستراتيجيات التي استخدمتها. وبالتالي فإن عليك تغيير طريقة تفكيرك والأساليب التي تنتهجها.
الأهداف ذاتها، والمبادئ ذاتها، والقيم ذاتها، أما الوسائل والطرائق المستخدمة لتحقيق تلك الأهداف فهو ما يتوجب عليك تغييره في حال لم تحصل على النتيجة التي ترجوها.
إن عدم وصولك إلى ما ترنو إليه رغم الجهد الذي بذلته، دليل على أنك في المسار الخاطئ، وأنك بحاجة إلى تعديل اتجاهك وابتكار أفكار جديدة حتى تخرج بنتائج جديدة. يقول ألبرت آينشتاين: «الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة». وقال كذلك: «إن تعريف الجنون هو فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً».
لا تقلق على الإطلاق بشأن المدة التي ستستغرقها وصولاً إلى النجاح المأمول، طالما أنك تسعى وراء شغفك بجهد واستعداد للتعلم، مع التمسك بمبادئك. ليس عليك أن تنجرف وراء التيار وتلقي بأخلاقك جانباً حتى تغدو ثريّاً، أو تتخلى عن فضائلك والخير الذي بداخلك حتى تتأقلم مع المجتمع الذي استشرت المادية والسطحية والغش والخداع بين جنباته اليوم أكثر من أي وقت مضى. وإنما عليك فقط أن تغير أساليبك والطرق التي تتبعها للوصول إلى ما تطمح إليه.
إن ما جعلك تفشل في مشروع ما أو تخفق في تحقيق هدف تنشده هي الاستراتيجيات التي اتبعتها، فكيف تتصور أنك ستحقق نتائج مختلفة وأنت تنتهج نفس الأساليب وتقوم بنفس الأشياء التي قمت بها سابقاً كل يوم!
إذا أردت أن تحصل على نتائج مختلفة، فلا بد أن تقوم بالأمور بطريقة مختلفة تماماً. اجلس مع نفسك وفكر في الأشياء التي تفعلها باستمرار ولا تعطيك النتائج التي تريدها، ثم ابدأ في التخطيط لتغيير منهجيتك وأساليبك في العمل وتجربة أشياء جديدة. اقرأ مزيداً من الكتب التي تعلمك كيفية الإتيان بأفكار جديدة، وتواصل مع من حولك، فلربما تجد من يقدم لك فكرة لم تخطر على بالك من قبل. المهم في النهاية ألا تستمر في فعل الأشياء ذاتها، حتى تتمكن من الحصول على نتائج مختلفة وتصل إلى النجاح الذي تأمله دون أن تضحي بمبادئك أو قيمك، بل تبقى محافظاً عليها مع تغيير خططك واستراتيجياتك فقط. كن كشجرة تغير أوراقها استجابة لتغيرات المحيط الخارجي لا جذورها.

www.hamadaltamimiii.com
copy short url   نسخ
28/07/2021
877