+ A
A -
على مدخل محله في الوحدات بالعاصمة الأردنية علق شاب صورة لحنظلة (الطفل الذي يوقع به المرحوم ناجي العلي رسوماته) سألت الشاب ذا الاربعة عشر ربيعا.. من هذا الطفل ؟ فأجاب: ولو يا زلمة، هذا حنظلة ابن ناجي العلي.. فسألته كم عمره قال: ولد مع ناجي العلي عام 1938.. وتوقف عن الكبر عام 1948.. وبقي عمره عشر سنوات.. واذا رجعت فلسطين قد يشيخ ويكبر ليموت ويدفن إلى جوار ناجي العلي في مقبرة الشجرة بعد نقل جثمانه من لندن.. وكان ناجي كتب عن حنظلة «ولدي حنظلة في العاشرة من عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء». وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: «كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأميركية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع».
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
وكان مكتب احمد مطر قريبا من مكتب ناجي العلي في القبس بالكويت وفي القبس الدولى في لندن ويبدو ان حنظلة اوحى له بقصيدته
« فهمت الآن يا ولدي لماذا
قلت لا تكبر؟!
صغيري انني ارجوك لا تكبر
فأُمتنا مٌمزّقةٌ
وأمتنا مقسّمةٌ وكل دقيقة تخسر
وحول الجيد مشنقةٌ
وفي احشائها خنجر
هنا عربي يخذلنا
ومسلم جاء ينحرنا
وارهابي يفجرنا
ولاندري لِم فجّر؟
فهمت الآن يا ولدي
لِماذا قُلت لا تكبر …؟؟
هذا الطفل يقول ليتني ابقى في عمر حنظلة حتى تتحرر فلسطين.. واقول لولدي اكبر واكبر فقد فهمت لماذا قال لي والدي لا تكبر..
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/07/2021
3660