+ A
A -
سمير البرغوثي
عرفته.. وهو يتابع قضية الخلاف القطري- البحريني، برفقة الدكتور عبد الله المسلماني أمين عام مجلس الوزراء آنذاك.
شاب من شباب قطر الأوفياء الذي تقلد المناصب القانونية محليا وعالميا.. وسهر على تأسيس النيابة العامة، تنفيذا للإرادة الأميرية بإنشاء نيابة عامة للدفاع عن المجتمع.. حتى بات أول «نائب عام» منذ عام 2003 حتى 2021 ولخص وفاءه بقوله لي حين حاورته عام 2009: نحن نشكر الله أن خلقنا في هذا الزمن لنفوز بمرافقة قائد ولنكون حوله.
وتكريما للدكتور علي بن فطيس المري، الذي خدم أمن المجتمع، ما يقارب العقدين منحه صاحب السمو الأمير وشاح حمد بن خليفة، تقديرا لدوره والجهود التي قام بها طيلة فترة عمله، ليضاف إلى أوسمة عالمية منحت له على مدى خدمته العامة منها: وسام السعفات الأكاديمية بدرجة فارس، وهو وسام وطني فرنسي انشأه الأمبراطور نابليون، ويُمنح للأكاديميين المتميزين والشخصيات البارزة عالميًا في الثقافة والتعليم، ووسام الشرف - بدرجة ضابط - من الجمهورية الفرنسية ووسام الجمهورية التونسية لضابط كبير (2013).
كنت تشعر بالراحة حين تجلس معه.. فيعلن المباح بحرية.. فهو قادم من «السوربون» من مدرسة الحرية الفرنسية ولا زلت أذكر قوله انت في قطر.. فاكتب ما تشاء وسقف الحرية إلى السماء.. توقفت حينها وقلت.. هل أعطيتنا كنائب عام هذه الحرية، أجاب بما يثلج الصدر (الحرية لا تعطى..الحرية تنتزع)، نقلت هذا الكلام إلى رئيس التحرير آنذاك..
لم يتحفظ سعادته يومها على أي سؤال..
وأجاب بشفافية.. وتحدث بلغة القانوني المهني الحاذق.. فلقد شغل الرجل مدير إدارة الشؤون القانونية بالديوان الأميري (بدرجة وكيل وزارة) ثم عين خبيرا قانونيا في الديوان الأميري، ثم أمين عام مساعد لمجلس الوزراء مشارك في جلساته الأسبوعية.. وعمل مدرسا منتدبا في كلية القانون - جامعة قطر منذ عام 1997م لتدريس القانون الدولي.. وشغل مناصب عالمية.
لقد فتح سعادته الأبواب لتسليط الضوء على تأهيل التائبين من المساجين.. وعلى ملف الشيكات بدون رصيد.. وحرص على ألا يتضرر الدائن والمدين..
لقد أدى سعادته وظيفته باخلاص.. وكان من الصعب كتابة هذا المقال وهو في المنصب حتى لا يحسب من باب التزلف وليسمح لنا سعادته ان نقدمه اليوم، لنرفع له الغترة والعقال والقبعة.. فقد كان بحجم المنصب.. حفظه الله ونتمنى له التوفيق.
copy short url   نسخ
24/06/2021
2129