+ A
A -
داليا الحديدي
كاتبة مصرية
-حمايا «طوسون باشا»، عين أعيان البلد
يتفاخر بصهره رغم أن بينهما ما صنع الحداد
- عمي كان عميد طب أسيوط.. ولن أنسى لفلان أنه لم يقدم واجب العزاء فيه
الطريف.. أنه مقاطع لأعمامه مذ عقود
-وزير البترول السابق نسيب جيراننا، ثم يتقاتل مع جاره ويؤذيه لجريرة عدم احترامهم لصف السيارات بمرفأ البناية وفقا للأسس القانونية الذي اختلقها هو، لكنه مصمم على التربح من منصب زال عن نسيب الجيران لمحض التعاظم.
-زوجتي كانت حافظة 18 جزءا من القرآن قبيل الزواج
يختال بما نسيته زوجته من آيات عقب زواجه منها.
-وافقت على اقتران ابني بالدميمة، لأن جدها بن عم الشيخ خطاب الإمام الكبير.
فالحاجة التي لا تصلّي إلا على النبي، تزهو بممدوحة كنّتها لتغطي على ما تراه خسيسة فيها ويكأن الفتاة خلقت نفسها.
-أخت طليقي أستاذة جراحة الأطفال وحاصلة على زمالة جامعة مانشستر
تختال بعدوتها التي طالما عيرتها بأنها سمية خادمتها.
-المرحوم زوج مراتي السابق كان وزير المواصلات
لا يستحي أن يتيه فخرا بزوج زوجته السابق، لحيثيته!
-يتغطرس على الأمم الأخرى بزعمه أنه سليل حضارة شيدت أعظم مقابر في العالم.
على أنه يغش في أساسات البناء للأحياء ويودي بحياتهم.
-نتحدث عن شعوبنا بحمية وبأسلوب تمجيدي تبجيلي بزعم أننا أكثر الأمم رحمانية وعناية بالأسرة، لتصدمنا الإحصائيات المقررة بأننا رقم واحد بين الشعوب في زنى المحارم!
-إن ذروة القبح الاخلاقي هي التي تدفع المرء للتربح ممن يكره، فشهوة الربح تفوق شهوة الجسد لدى البعض، فيمعن النظر لما في أيدي أو عقول الآخرين من أفكار، كيف آلت لسواهم حتى ود لو عمل «داونلود» لما في ذهن مفكر لا ليحظى بعلمه، لكن بمجده، فيصب من شظايا بصره عليه ليحسد ما لم يحصد. أكررها «ليحسد ما لم يحصد»، فقد فشل في تحقيق النجاح، فأبى إلا بتوقيع سقوط مدوي لأخلاقه!
فلو استبصر المرء قول أرسطو «اعرف نفسك» لخبر مواطن قوته ودعّمها، وتحسس جوانب ضعفه وعالجها، عوضاً عن النظر لنعم الآخرين وغض الترف عن ابتلاءاتهم، ثم التحسر على نقائصه أو التربح بالانتساب للمفلحين على كراهيته لهم.
لكم هو قبيح انسانياً ممن أسميهم صغار المتدعشنين، الذي حذر منهم شكسبير بقوله
:«احذر فلان، فإنه لا يتذوق الجمال».
لقد ملأ القبح جداريات أفئدتهم فهي خراب، فأرادوا عالمًا بذات القبح.
فالاستعانة بالجمال لا يعرفها المتدعشنون رغم أنها من أكبر براهين الاستدلال على وجود الله من خلال صنع الله.
-وتستطيع التعرف على صغار الدواعش:
إذا لاحظت محاربتهم للطوائف ومناصرتهم للطائفية كما ورد عن الدكتور «عدنان ابراهيم» رغم أن مناط الأمر هو التعارف لا التناحر.
-إذا رأيتهم لا يضيفون للكون جديدًا ويعيشون كمستهلكين، متبجحين مع العالم من منطلق حسنة من علومكم وحسنات من منتجاتكم، لكن سنظل أسيادكم.
-إن وجدتهم لا يكتفون بمقت الفنون رغم أنها قرينة الفلسفة والتصوف والرياضيات والصناعات، كلمة «ارت» تعني الصناعات باليونانية - بل حرّموها جملةً وشنّعوها تفصيلًا، لشرعنة القبح.
وحين قال العرب قديماً:
«الصناعة تستملي على الإنسان وتملي على الطبيعة، كانوا يقصدون بالصناعة المعنى اليوناني للفنون والتي وصفها دكتور «عدنان» أن في جوهرها إرادة الإنسان مضاف إليها الطبيعة، لكن الداعشي الصغير يختزل معنى الفنان في المعازف وعبثًا تحاول اقناعه أن اللحن هو التقاء الزمان وهو الايقاع الصوتي مع المكان وهو اللون الصوتي.
فمن استبصر بهذا المزيج الذي تضيق عنه اللغة فقد فُتِح له سبيل للوصول للمُطلق كما ورد عن الدكتور ذاته، لكن انى يفهم متدعشن لهذه المعاني وهو مكب على التربح من ينابيع الكراهية؟
-نحن بإزاء نماذج استعذبت الضغائن وارتضت القبح وإزدرت الجمال عدا أنها سطحت المعاني وركنت للتنميط وتصادمت مع التنوع وهؤلاء يجودون بحياتهم شريطة هدر حياة الآخرين.
إننا بإزاء نماذج مصغرة لصغار الدواعش ينمون في بيئة صالحة لزرع بذور عتاولة الدواعش القادرين على نحر البشر بدم بارد لو - فقط - اتيحت لهم الفرصة.
فهم بمثابة دواعش، تنقصهم فرصة.
copy short url   نسخ
19/06/2021
1325