+ A
A -
محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربون
تعيد شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة التي انطلقت من حي الشيخ جراح تشكيل المشهد العربي.. لم تكن الأحداث الأخيرة منتظرة بل جاءت في سياق التصعيد الصهيوني لتهويد القدس وتهجير المواطنين المقدسيين من منازلهم وتسليمها للمستوطنين.
مشاهد المواجهة لم تتوقف إلى حد كتابة هذه السطور وهي التي انطلقت من أزقة حي الشيخ جراح وصولا إلى اندلاع المواجهات المسلحة والقصف الصاروخي لمدينة غزة. يشير التصعيد الأخير إلى أنّ المواجهات قد تتطور إلى حرب داخلية ستكون مكلفة للطرفين لكنها ستتسبب في تغيير عدد من المعطيات على الأرض وداخل المشهد العربي.
الجديد في المشهد العربي والفلسطيني أن المقاومة لم تنتظر طويلا للردّ على الجرائم الصهيونية بل تحولت في نقلة نوعية إلى خطاب التهديد والتحذير بأن قدمت للقوات المحتلة تحذيرا صارما أعقبته عمليات نوعية طالت العمق الصهيوني.
هذا التطوّر اللافت يعيد إلى المشهد أهمية المقاومة المسلحة خيارا مركزيا في تحرير الأرض. لقد كانت فلسطين دوما مصدر إلهام للشعوب العربية المسلمة ومصدر شحن لعواطف المؤمنين بقضايا التحرر وبوصلة لا تخطئ. لكنها في الطور الأخير من أطوار المشهد العربي اكتست طابعا جديدا بعد مرحلة الموجة الثورية الأخيرة وما تبعها من مجازر وحروب في حق الشعوب.
لقد استلهمت الجماهير من المقاومة الفلسطينية دروسا في الصمود وفي إدراك طبيعة الاحتلال بما هو شبكة ممتدّة تشمل الكيان الغاصب وامتداداته الاقليمية.
الجواب الفلسطيني يؤكد اليوم أن لا خيار إلا خيار المقاومة سواء كان مقاومة شعبية في حواضر الاستبداد العربي أو على أرض الرباط في مواجهة الكيان الغاصب. المعركة واحدة وإن اختلفت الطرق والوسائل ولا حلّ ولا خيار ولا طريق إلا طريق المقاومة للتحرّر من السيّد والوكيل معا.
copy short url   نسخ
13/05/2021
1245